من أبناء هذه المدينة ، ولا بد أنه كان قد اطلع على أخبار الشعراء اطلاعا كاملا. وقدم لنا هذا الكتاب معلومات فريدة عن الحياة الاجتماعية بواسط لا نجدها في سواه من المصادر فقد ذكر عددا من الجواري والغلمان وأجناسهم ومهنهم ، ووصف مجالس الشرب والغناء وموارد الشعراء والأدباء. أما في التنظيمات الإدارية فقد انفرد بذكر بعض المدن ، والموظفين الإداريين فيها.
أما مخطوطة (ديوان ابن المعلم الواسطي) (ت ٥٩٢ ه / ١١٩٥ م) فقد قدم لنا معلومات قيمة عن الحياة الاجتماعية بواسط ، وعن الأغراض الشعرية في هذه المدينة ، كما قدم لنا معلومات عن الولاة وكبار الموظفين ، وتمتاز معلومات هذا الشاعر بالدقة لأنه من أبناء هذه المدينة.
ويعتبر كتاب «معجم الأدباء» لياقوت الحموي (ت ٦٢٦ ه / ١٢٢٨ م) من المصادر المهمة التي رجعنا إليها في هذه الدراسة فقد قدم لنا معلومات مفصلة عن الأدباء والشعراء والنحاة بواسط ، كذلك أمدّنا بمعلومات مفيدة عن الصلات العلمية بين واسط والعالم الإسلامي ، ومع أن هذا المؤلف نقل معلوماته عن واسط من كتاب «سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي عن جماعة من أهل واسط» للسلفي ، وكتاب «ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد» لابن الدبيثي ، إلا أننا نجد أن المعلومات التي قدمها فيها تفصيلات أكثر مما يدل على أنه نقل كذلك من مصادر أخرى أو أنه أخذها من أبناء المدينة لأن ياقوت كان قد زار واسط مرات عديدة (١) ، فلا بد أنه اتصل بعلماء هذه المدينة واستقى منهم.
المصادر الجغرافية :
في كتب الجغرافية معلومات قيمة عن الحياة الاقتصادية والاجتماعية والإدارية ، وعن تخطيط هذه المدينة. ومن أقدم ما وصل إلينا من هذه
__________________
(١) انظر : معجم البلدان ، ٥ / ٣٥٠.