طبقات المجتمع (١) :
ذكرنا سابقا أن مدينة واسط في بداية إنشائها سكنتها القبائل العربية مع مواليها فتكون المجتمع فيها من تجمع عدد من القبائل. فكان نظام العشائر هو أساس التنظيم الاجتماعي ، وقد ظلّ هذا النظام قائما في هذه المدينة طيلة العصر الأموي (٢).
أما في العصر العباسي فقد سكن واسط إلى جانب العرب عناصر أخرى اختلطت مع مرور الزمن بالعرب ، وأبعد العرب في هذه المدينة عن تولي المناصب الإدارية وفقدوا امتيازاتهم لأنهم كانوا من شيعة الأمويين ، وأسقطت أسماؤهم من ديوان الجند ، ثم تسلط الأجانب من بويهيين وسلاجقة ، وقد شهد المجتمع نموا اقتصاديّا في مجالات الزراعة والتجارة والصناعة ، كل هذه العوامل أدت إلى ضعف التمييز الاجتماعي القائم على العنصر أو القومية ، وأصبحت الثروة هي الأساس الذي يحدد مركز الشخص الاجتماعي ، فأصبح المجتمع الواسطي ينقسم إلى ثلاث طبقات هي : طبقة الخاصة ، والطبقة المتوسطة ، وطبقة العامة ، وكانت كل طبقة تضم في صفوفها عدة فئات.
فالخاصة هم : الولاة وكبار الموظفين وقادة الجند والملاكون وكبار التجار والصرافون والأشراف. أما الطبقة المتوسطة فهم : القضاة وكتّاب الدواوين والأطباء والفقهاء والعلماء والقراء والمحدثون والأدباء والشعراء.
أما العامة فهم : الخدم والعمال والباعة والزرّاع والفلاحون وفئات أخرى.
__________________
(١) لقد رددت المصادر ذكر «الأعيان» و «العامة» بواسط وهذه المفاهيم تدل على وجود التمايز الطبقي في هذه المدينة. انظر : رسائل الصابي ، ٣٥٥. مسكويه ، تجارب الأمم ، ٢ / ٣٣٤. سؤالات السلفي ، ٤٧ ، ٥٦ ، ٥٨ ، ٦٦ ، ٨٦ ، ٨٧ ، ١٠٥. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٨ / ١٢٨ ، ٩ / ١١١. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٩ / ٣٠٤ ، ٦٢٤ ، ١٠ / ٣٤٠.
(٢) انظر : عناصر السكان في هذا الفصل.