د ـ الربط :
لقد تحدثنا عن الربط التي أقيمت بواسط في أثناء الكلام عن التطور العمراني الذي حدث في هذه المدينة ، وسوف نتحدث هنا عن الدور التعليمي للربط وذلك لأن الربط في هذه المدينة لم تكن مقصورة على التعبد والتزهد بل كان لها دور في حركة التعليم حيث كانت أماكن للدراسة وخاصة فيما يتعلق بالعلوم الدينية ، فقد كانت تتخذ ملجأ للفقراء والصوفية والزهاد ، ومنازل للعلماء والطلاب الراحلين إلى واسط لطلب العلم أو نشره ومكانا لتعليم القرآن والحديث والوعظ (١).
ولعل من المفيد أن نستعرض أهم ما ورد عن النشاطات العلمية في الربط لنتفهم دورها في حركة التعليم في هذه المدينة.
يذكر ابن الدبيثي أن الشيخ أبا الفتح محمد بن إبراهيم بن عبيد الله الواعظ من أهل بروجرد قدم بغداد وحدث بها ثم سكن بواسط سنة ٥١٠ ه / ١١١٦ م ونزل رباط النوى وحدث به ووعظ إلى حين وفاته ، وسمع منه جماعة من أهل واسط (٢).
وكان للشيخ أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبيد الله الآمدي الواسطي (ت ٥٧٨ ه / ١١٨٢ م) رباط بواسط ، وقد أورد ابن الدبيثي وهو معاصر معلومات عن نشاطه ودوره العلمي فقال : «شيخ من أهل القرآن والتصوف والحديث .. سمعنا منه بواسط كثيرا وكتبنا عنه ، وكان صحيح السماع له سمة الشيوخ» (٣) غير أنه لم يذكر المكان الذي سمع عليه الذي هو ـ في الغالب ـ الرباط.
__________________
(١) انظر : السلفي ، معجم السفر (مخطوطة) ورقة ١٥٩ أ ، ب ، ١٦٢ ب ، ١١٧٧. ابن الدبيثي ، ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ٣٦. الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٩٠. ابن الساعي ، مختصر أخبار الخلفاء ، ١١٣. الحوادث الجامعة ، ٢٥٤. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ٥ / ٣٥٧.
(٢) ذيل (مخطوطة) ج ١ ، ق ١ ، ورقة ٢٣ ، ٢٤.
(٣) ن. م ، ج ١ ، ق ١ ، ورقة ١٢.