معظمهم من أتباع المذهب الشافعي ، وذلك لأن السلاجقة قاموا بتشجيع هذا المذهب والعمل على نشره في العراق في هذه الفترة.
وقد درس هؤلاء الفقهاء الفقه بواسط ثم رحلوا في طلبه إلى بغداد ودرسوه على فقهائها ثم عدوا إلى واسط ودرّسوه وتخرج بهم عدد من الطلبة. وقد تقلد البعض منهم منصب القضاء ومناصب أخرى في هذه المدينة ، كما صنف بعضهم في هذا العلم.
وقد اشتهر بعض فقهاء واسط فدرّسوا الفقه بمدارس بغداد وناظروا فقهاءها ، وقصدهم الفقهاء إلى واسط ودرسوا الفقه عليهم وتخرّجوا بهم.
٣ ـ العلوم العربية :
أ ـ اللغة والنحو :
يبدو أن واسط كانت قد تأخرت في عنايتها باللغة والنحو ، لأننا لا نجد في المصادر ما يشير إلى وجود نحاة متخصصين كنحاة البصرة والكوفة وبغداد وذلك حتى النصف الثاني من القرن الرابع الهجري ويعزى هذا ـ فيما نظن ـ إلى عاملين :
الأول : هو أن هذه المدينة سكنتها القبائل العربية منذ إنشائها وأن مؤسسها الحجاج بن يوسف الثقفي منع أهل السواد من السكن فيها فأدى ذلك إلى عدم ظهور اللحن وتحريف الكلمات فيها كما حدث في البصرة والكوفة عند تأسيسهما ، وقد وصفهم بحشل (ت ٢٩٢ ه / ٩٠٤ م) فقال (١) : «لم يكن بالعراق أفصح من أهل واسط».
وعلى الرغم من أن هذا الكلام ينطبق على سكان المدينة في العصر
__________________
(١) تاريخ واسط ، ٤٦.