ولما وصل «الطيب» (١) كتب إلى ابن رائق مبينا له موقفه العسكري وأنه بحاجة إلى ٠٠٠ ، ٢٠٠ دينار ينفقها على جيشه «وإن كانت متعذرة فالصواب أن يصعد إلى بغداد فإنه لا يأمن أن يقع شغب ولا يدري عن أيّ شيء ينكشف» (٢) فلما وصل كتابه إلى ابن رائق سار على رأس جيشه إلى بغداد ، فدخل بجكم وجيشه واسط وأقاموا بها (٣). ويظهر أن بجكم أراد أن يتخلى له ابن رائق عن واسط ليقيم بها ثم يعد نفسه للاستيلاء على بغداد وتقلد منصب أمير الأمراء (٤).
ويبدو أن ابن رائق أصبح أمام الأمر الواقع فكتب إلى بجكم أن يقيم بواسط على أن يكون عدد أفراد جيشه خمسة آلاف جندي وأن يكون راتبه ورواتبهم ٠٠٠ ، ٨٠٠ دينار في السنة يأخذها من واردات واسط ، إلا أن بجكم استحوذ على جميع واردات المدينة (٥).
أراد ابن رائق التخلص من بجكم ، فحاول التقرب من البريديين وذلك لعزلهم عن بجكم وكسبهم إلى جانبه ، فجرت مراسلات بينه وبينهم وتم الاتفاق بينهما على أن يقيموا الدعوة لابن رائق بالبصرة وأن يحاولوا فتح الأحواز وأن يدفعوا ثلاثين ألف دينار وأن تطلق ضياعهم (٦). ثم أخذ
__________________
(١) الطيب : بلدة بين واسط والأحواز ، بينها وبين كل واحدة منهما ثمانية عشر فرسخا. معجم البلدان ، ٤ / ٥٣.
(٢) مسكويه ، تجارب الأمم ، ١ / ٣٧٨. انظر : العيون والحدائق ، ج ٤ ، ق ٢ ، ٥١. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٣٤٠ ، ٣٤١.
(٣) الصولي ، أخبار الراضي بالله ، ١٠٠ ، ١٠١. تجارب الأمم ، ١ / ٣٧٩. العيون والحدائق ، ج ٤ ، ق ٢ ، ٥١. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٣٤١.
(٤) انظر : مسكويه ، تجارب الأمم ، ١ / ٣٨٥. الهمداني ، تكملة ، ١ / ١٠٩. العيون والحدائق ، ج ٤ ، ق ٢ ، ٥٣. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٣٤٣ ، ٣٤٧.
(٥) مسكويه ، تجارب الأمم ، ١ / ٣٨٤. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٣٤٣.
(٦) مسكويه ، تجارب الأمم ، ١ / ٣٨٤. الهمداني ، تكملة ، ١ / ١٠٩. العيون والحدائق ، ج ٤ ، ق ٢ ، ٥٤. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٣٤٣.