ويذكر الصولي أنه في سنة ٣٢٧ ه / ٩٣٨ م ، استولى البريديون على واسط (١) ، بينما تذكر مصادر أخرى أن أبا عبد الله البريدي ضمن في هذه السنة أعمال واسط بمقدار ٠٠٠ ، ٦٠٠ دينار بعد أن سفر الوزير أبو جعفر محمد بن يحيى بن شيرزاد بينه وبين بجكم (٢).
إننا نرجح ما جاء به الصولي لأنه هو المؤرخ الوحيد الذي كان معاصرا لهذه الأحداث ، فهو أقرب إليها من بقية المؤرخين الآخرين ، هذا من جهة ، أما من الجهة الأخرى فإننا لم نجد ما يشير إلى أي : خلاف وقع بين بجكم والبريديين منذ أن تم الاتفاق بينهما ، ولا بد أن الخلاف الذي سفر فيه الوزير كان بعد استيلاء البريديين على واسط بالقوة. وأن سيطرة البريديين على واسط كانت نتيجة للاتفاق الذي تمّ بينهم وبين بجكم سابقا ، وأن بجكم ـ على ما يبدو ـ لم ينفذ الاتفاق لأنه كان يخشى من امتداد سيطرة البريديين إلى بغداد ، فانتهز البريديون ذهاب بجكم والخليفة الراضي بالله إلى الموصل لمحاربة ناصر الدولة الحمداني في هذه السنة (٣) فاستولوا على واسط. وتشير المصادر إلى أن الخليفة الراضي بالله قلد في سنة ٣٢٧ ه / ٩٣٨ م أبا عبد الله البريدي منصب الوزارة ، إلا أنه بقي مقيما بواسط ، وكان عبد الله بن علي النقري نائبا عنه ببغداد (٤).
وفي سنة ٣٢٨ ه / ٩٣٩ وجه أبو عبد الله البريدي جيشا من واسط
__________________
(١) أخبار الراضي بالله ، ١٠٧ ، ١٠٨.
(٢) مسكويه ، تجارب الأمم ، ١ / ٤٠٩. الهمداني تكملة ، ١ / ١١٣. العيون والحدائق ، ج ٤ ، ق ٢ ، ٧٩. ابن الجوزي ، المنتظم ، ٦ / ٣٠١. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٣٥٥.
(٣) انظر : الصولي ، أخبار الراضي بالله ، ١٠٨. مسكويه ، تجارب الأمم ، ١ / ٤٠٤ ، ٤٠٥. الهمداني ، تكملة ، ١ / ١١١ ، ١١٢. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٣٥٣.
(٤) مسكويه ، تجارب الأمم ، ١ / ٤٠٩. الهمداني ، تكملة ، ١ / ١١٣. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ٨ / ٣٥٥.