كان يتردد إلى علماء مدن واسط وسمع منهم وكتب عنهم وأشاد بفضلهم وعلمهم (١). رحل إلى دمشق طلبا للعلم ، ثم غادرها إلى مصر واستقر في مدينة الإسكندرية حتى وفاته (٢).
أما من «جيلان» فقد رحل إليها أبو سليمان داود بن رضا بن مهدي (ت بعد سنة ٦٠٠ ه / ١٢٠٣ م) وحفظ بها القرآن الكريم وقرأه على كبار القراء ثم ذهب إلى بغداد وقرأ الفقه ثم عاد إلى واسط واستوطنها حتى وفاته (٣). ويظهر أنه سمع الحديث بواسط أيضا. فقد ذكر ابن الدبيثي أنه حدث ببغداد عن أبي جعفر هبة الله بن يحيى الواسطي المعروف بابن البوقي وسمع منه جماعة وحدثوا عنه (٤).
ومن «يزد» رحل إليها أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين اليزدي المقرىء الفقيه الشافعي (ت ٥٥١ ه / ١١٥٦ م) سمع الحديث ببلده ثم رحل إلى بغداد والتقى بالفقهاء ثم قدم واسط وسمع الحديث من كبار المحدثين ، ودرس الفقه على القاضي أبي علي الفارقي ورحل إلى مدن أخرى طالبا للحديث ثم عاد إلى بغداد واستوطنها حتى وفاته ، وقد بلغت مصنفاته في الفقه والحديث والزهد وغيرها أكثر من خمسين مصنفا (٥).
ومن «السوس» رحل إليها أبو الحسن علي بن أحمد بن علي السوسي وسمع الحديث من أبي الفرج أحمد بن علي بن جعفر الخيوطي ، وأبي
__________________
(١) السلفي ، معجم السفر (مخطوطة) ورقة ١٥٩ أ ، ب ، ١٦٢ ب ، ١٧٧ أ.
(٢) ابن نقطة ، التقييد (مخطوطة) ورقة ٦٥ أ. الدمياطي ، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد (مخطوطة) ج ٢ ، ورقة ٢٢ أ.
(٣) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٤٦. جيلان : قرى كثيرة ما وراء طبرستان معجم البلدان ، ٢ / ٢٠١.
(٤) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ٢ ، ورقة ٤٦.
(٥) ابن النجار ، التاريخ المجدد (مخطوطة) ج ١٠ ، م ٣ ، ورقة ١٥٥ ب. يزد : من أعمال فارس تقع في موقع وسط بين نيسابور وشيراز وأصبهان ، معجم البلدان ، ٥ / ٤٣٥.