وذكر الرحالة أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي البغدادي (ت ٦٢٦ ه / ١٢٢٨ م) أنه ذهب إلى واسط مرات عديدة (١) إلا أنه لم يذكر أنه مارس نشاطا علميا في هذه المدينة ، ولكن من المرجح أن ياقوت كان قد اتصل بعلماء واسط وأدبائها واستفاد منهم في تصنيفه لكتبه ، فقد جاء بمصنفاته معلومات عن أدباء وشعراء ومدن واسط لم نجدها عند مؤلفين آخرين سابقين له (٢) ، وقد اعتمدت المؤلفات المتأخرة كليا على مصنفاته فنقلت كل أو بعض ما أورده عنهم (٣).
ومن كبار العلماء الذين قدموا واسط وتلقوا العلم بها الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع البغدادي المعروف بابن نقطة (ت ٦٢٩ ه / ١٢٣١ م) سمع الحديث ببغداد ثم قدم واسط سنة ٦٠٥ ه / ١٢٠٨ م وسمع الحديث من أبي الفتح محمد بن بختيار بن المندائي ، وأبي طالب الهاشمي الواسطي وروى عنهما وقرأ القرآن الكريم على أبي الحسن علي بن مسعود بن هياب الواسطي المقرىء (٤). ثم رحل في طلب الحديث إلى بلاد كثيرة وحدّث (٥).
وأبو الحسن علي بن الأنجب بن ما شاء الله الجصاص الفقيه الحنبلي
__________________
(١) معجم البلدان ، ٥ / ٣٥١.
(٢) انظر : معجم الأدباء ، ١ / ١٥٤ ، ١٣ / ٢٥٩ ، ٢٦٠ ، ١٤ / ٢٤٦ ، ١٦ / ٢٩٦ ، ١٧ / ٢١٥.
(٣) انظر : نكت الهميان ، ٨٨ ، ٨٩. تلخيص مجمع الآداب ، ٥ / ٢٤٠ (حرف الكاف). السيوطي ، بغية الوعاة ، ١ / ٢٦ ، ٢٧.
(٤) ابن نقطة ، إكمال الإكمال (مخطوطة) ورقة ٦١ ب ، ١٢٨ أ ، ٢٣٦ أ ، ب ، ٢٥٨. التقييد (مخطوطة) ورقة ٢١ ب ، ١١٧ أ ، ١٦٢ ب. المنذري ، التكملة ، ٦ / ٨ ، ٩. الذهبي ، تاريخ الإسلام ، م ١٨ ، ق ١ ، ٣٦٢. ابن رجب ، الذيل ، ٢ / ١٨٢. وهو مؤلف كتاب «التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد» وكتاب «إكمال الإكمال» الذي ذيل به على كتاب ابن ماكولا. ويذكر ابن نقطة أنه ذهب إلى واسط مرتين ، التقييد (مخطوطة) ورقة ١١٧ أ.
(٥) المنذري ، التكملة ، ٦ / ٨ ، ٩. ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٤ / ٣٩٢ ، ٣٩٣. ابن رجب ، الذيل ، ٢ / ١٨٢ ـ ١٨٤.