الواسطيين درسوا بمدارس بغداد ومساجدها ، وبذلك أسهموا في الحركة العلمية في هذه المدينة.
٣ ـ إن عددا من القراء والمحدثين والفقهاء الواسطيين كانوا قد نالوا شهرة واسعة فقصدهم طلاب العلم من بغداد ومدن العراق الأخرى للدراسة عليهم.
٤ ـ إن عدد طلاب العلم الواسطيين الذين غادروا واسط إلى مدن العراق المختلفة ـ عدا بغداد ـ كان قليلا إذا ما قارناه بعدد الذين وفدوا إليها من هذه المدن لطلب العلم فيها ، ويدل هذا على أن هذه المدينة كانت تأتي بعد بغداد من حيث الأهمية العلمية آنذاك وأنها كانت قد ورثت المركز الثقافي الذي كانت تتمتع به كل من الكوفة والبصرة في العصور العباسية الأولى (١).
٥ ـ إن العلوم الدينية وعلوم العربية هي التي جذبت طلاب العلم الواسطيين إلى بغداد وطلاب العلم من بغداد ومدن العراق الأخرى إلى واسط ، وذلك لأن هذه العلوم هي التي نالت اهتمام العلماء في هذه الفترة ـ كما ذكرنا سابقا ـ.
٧ ـ أشهر البيوتات العلمية بواسط :
إن تقدم الحركة العلمية بواسط أدى إلى ظهور عدد من البيوتات العلمية ، برز أبناؤها بمختلف العلوم وكان لهم دور كبير في نشر العلم في هذه المدينة ومدن أخرى من هذه البيوتات «بيت السّوادي» الذي كان «مشهور بالكتابة والتناية والتميز» (٢). وأول من برز من أبناء هذا البيت أبو
__________________
(١) عن الحياة الفكرية في الكوفة والبصرة في هذه الفترة انظر : محمد مفيد آل ياسين الحياة الفكرية في العراق في القرن السابع الهجري ، ٢١٢ ، ٢١٧.
(٢) ذيل (مخطوطة) ج ٢ ، ق ١ ، ورقة ١٦٥. انظر : الأصبهاني ، خريدة القصر ، ج ٤ ، م ١ ، ٣٦٩. ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، ٣ / ٤٨١. ابن الفوطي ، تلخيص مجمع الآداب ، ٥ / ٣٩ (حرف الكاف).