وأصبحتا مدينة واحدة أطلق عليها اسم واسط ، وأنها اتسعت على جانبي دجلة اتساعا كبيرا ، وأن هذه المدينة ظلت محتفظة بازدهارها العمراني طيلة فترة البحث. وقد وجدنا أن هذه المدينة كانت تتألف من محلات وأنها كانت محاطة بسور ، وقد زخرت بالمساجد الجامعة ، والمساجد ، والمدارس والربط والأسواق. ومن خلال تتبعنا للنصوص التي وردت في المصادر استطعنا أن نحدد مواقع بعض هذه المنشآت في المدينة وتاريخ إنشائها ، ومعرفة الأشخاص الذين قاموا بانشائها.
وفي دراستنا للإدارة في الفصل الثالث توصلنا إلى تحديد ولاية واسط ، رغم أن المصادر أوردت روايات عديدة ومتباينة عن هذه الحدود ، وقد وجدنا أن قسما مهمّا من الأحواز كان يقع ضمن حدود هذه الولاية ، ومن بين الحقائق التي توصلنا إليها من خلال هذا الفصل هو أن العرب لم يطبقوا التقسيمات الإدارية الساسانية القديمة للمنطقة ، وإنما ألغوا هذه التقسيمات وأحلّوا محلها تقسيمات إدارية جديدة أعارت أهمية كبيرة للمراكز الحضارية العربية الإسلامية التي أخذت تلعب دورا مهمّا في ذلك الوقت ، فأصبحت واسط بموجبها مركزا لإدارة منطقة واسعة ، وقد احتفظت واسط بأهميتها الإدارية هذه طيلة العصور العباسية المتأخرة. وقد وجدنا أيضا أن الولاة كانوا على رأس الجهاز الإداري في هذه المدينة ، وكانت هناك دوائر إدارية عديدة تساعدهم في الإدارة ، وكان على رأس كل دائرة إدارية موظف يتم اختياره وتعيينه من بغداد ، وأن الغالبية العظمى من الولاة وكبار الموظفين كانوا من الأجانب فهم إما بويهيون أو سلاجقة أو أمراء مماليك.
أما في دراسة الحياة الاجتماعية في الفصل الرابع فقد ظهر لنا أنه سكن بواسط إلى جانب العرب ـ سكان المدينة الأصليين ـ عناصر أخرى ، فضعف شأن العرب في هذه الفترة لاختلاطهم بهذه العناصر من جهة ولتسلط الأجانب من بويهيين وسلاجقة واستئثارهم بالسلطة من جهة