جماعة من الأمراء إلى بغداد ، وطلبوا من الخليفة المقتفي لأمر الله أن تكون الخطبة لملكشاه بن السلطان محمود بدلا من السلطان مسعود (١). إلا أن الخليفة رفض طلبهم واستعد لملاقاتهم ، ثم أرسل إلى السلطان مسعود يستنجد به ، فلما علم هؤلاء الأمراء عادوا منسحبين عن بغداد (٢). أما السلطان مسعود فإنه وصل بغداد في ذي الحجة من هذه السنة (٣).
لقد أورد كل من ابن الجوزي ، وابن الأثير روايتين تتعلقان بالظروف التي واجهها طرنطاي بعد مجيء السلطان إلى بغداد ، فابن الجوزي يذكر أن السلطان رضي عنه (٤) ، بينما يذكر ابن الأثير أنه هرب إلى النعمانية (٥).
إلا أنه من المرجح أن طرنطاي كان في البداية قد هرب إلى النعمانية ، ثم قدم إلى السلطان ببغداد معتذرا إليه فرضي عنه.
أراد الخليفة المقتفي لأمر الله بعد وفاة السلطان مسعود سنة ٥٤٧ ه / ١١٥٢ م (٦) أن يتخلص من السيطرة السلجوقية (٧) ، فبدأ بفرض سيطرته على مدن العراق التي كان يتولى أمرها السلاجقة أو نوابهم ، فأرسل وزيره عون الدين بن هبيرة في سنة ٥٤٧ ه / ١١٥٢ م إلى الحلة فاستولى عليها (٨). ثم
__________________
(١) ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ١٣٧ ، ١٣٨. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١١ / ١٤٣. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ١٢ / ٢٢٥.
(٢) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١١ / ١٤٣.
(٣) ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ١٣٨. أما ابن الأثير فإنه ذكر أن السلطان وصل بغداد في منتصف شوال. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١١ / ١٤٣.
(٤) ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ١٣٨.
(٥) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١١ / ١٤٣.
(٦) عن وفاة السلطان مسعود انظر : ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ١٤٧. الراوندي ، راحة الصدور ، ٣٥٤. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١١ / ١٦٠. الحسيني ، أخبار الدولة السلجوقية ، ١٢٩.
(٧) محمد صالح القزاز ، الحياة السياسية في العراق في العصر العباسي الأخير ، ٦٧. حسين أمين ، تاريخ العراق في العصر السلجوقي ، ١٥٥ ، ١٥٦.
(٨) ابن الجوزي ، المنتظم ، ١٠ / ١٤٨. ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ١١ / ١٦١.