٤٨ ـ إذا زللت فارجع ، وإذا ندمت فأقلع ، وإذا أسأت فاندم ، وإذا مننت (١) فاكتم ، وإذا منعت فأجمل ومن يسلف المعروف يكن ربحه الحمد.
٤٩ ـ إذا شئت أن تطاع ، فاسأل ما يستطاع.
٥٠ ـ إذا صافاك عدوك رياء منه ، فتلق ذلك بأوكد مودة ، فإنه إن ألف ذلك واعتاده خلصت لك مودته.
٥١ ـ إذا ضحك العالم ضحكة مج من العلم مجة (٢).
٥٢ ـ إذا غضب الكريم ، فألن له الكلام ، وإذا غضب اللئيم فخذ له العصا.
٥٣ ـ إذا فعلت كل شيء ، فكن كمن لم يفعل شيئا (٣).
٥٤ ـ إذا قصرت يدك عن المكافأة ، فليطل لسانك بالشكر (٤).
٥٥ ـ إذا قعدت وأنت صغير حيث تحب ، قعدت وأنت كبير حيث تكره (٥).
٥٦ ـ إذا وضع الميت في قبره اعتورته (٦) نيران أربع : فتجيء الصلاة فتطفئ واحدة ، ويجيء الصوم فيطفئ واحدة ، وتجيء الصدقة فتطفئ واحدة ، ويجيء العلم فيطفئ الرابعة ، ويقول : لو أدركتهن لأطفأتهن كلهن ، فقر عينا : فأنا معك ، ولن ترى بؤسا.
٥٧ ـ إذا وقع في يدك يوم السرور فلا تخله (٧).
__________________
(١) مننت : أعطيت.
(٢) الضحكة : بفتح الضاد ـ المرة الواحدة. والمج : الرمي. حث العلماء على الجد والتوقر والتصون ، وترك الإسفاف ، والتهافت ، لأنهم موضع القدوة والإمامة للناس ، وإلا فالضحك المعتدل في موضع الضحك غير محظور ، وقد كان ضحك الرسول صلىاللهعليهوسلم تبسما في عامة أحواله ، وكان يضحك أحيانا حتى تبدو نواجذه.
(٣) المراد : الحث على الإكثار من الأفعال الصالحة.
(٤) وقد أشار المتنبي إلى هذا المعنى بقوله :
لا خيل عندك تهديها ولا مال |
|
فليسعد النطق إن لم تسعد الحال |
(٥) لأن الصغير ـ بحكم عقله ـ قد يحب القعود في مواطن لا تفضي به إلى الشرف مستقبلا ، كأماكن اللهو والخلاعة والمرح ويكفي أن نعلم أن الصغار يؤثرون دور الملاهي على المدارس.
(٦) اعتورته : تداولته.
(٧) أي إذا مرت بك أيام سرور فلا تتباءس فيها ، واعمرها بما أحله الله من ألوان الفرح وهي كثيرة.