وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى [ ج ١ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى [ ج ١ ]

وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى

وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى [ ج ١ ]

تحمیل

شارك

فاجتمع الخزرج ورأسوا عليهم عمرو بن النعمان قلت : الذي ذكره ابن حزم أن رئيس الخزرج يومئذ هو والد النعمان ، وهو رحيلة بن ثعلبة البياضي ، والله أعلم. فاقتتلوا في بعاث ، وهو موضع عند أعلى قوري ، وكانت الدّبرة على الخزرج ، وقتل عمرو بن النعمان ، وجيء به تحمله أربعة كما قال له ابن أبي ، وحلفت اليهود لتهدمن حصن عبد الله بن أبي ، وكان أبو عمرو الراهب مع الأوس ، وكانت تحته جميلة بنت أبي ، وهي أم حنظلة الغسيل ، فلما أحاطوا بالحصن قال لهم عبد الله : أما أنا فلم أحضر معهم ، وهؤلاء أولادكم الذين عندي فإنني لم أقتل منهم أحدا ، ونهبت الخزرج فعصوني ، وكان جل من عنده من الرهن من أولاد بني النضير ، ففرحوا حين سمعوا بذلك ، فأجاروه من الأوس ومن قريظة ، فأطلق أولادهم وحالفهم ، ولم يزل حتى ردهم حلفاء الخزرج بحيل تحيّل بها ، وكان رئيس الأوس في هذه الحرب حضير الذي قال له «حضير الكتائب» والد أيد بن حضير ، وبها قتل ، وقال خفاف بن ندبة يرثي حضيرا :

أتاني حديث فكذّبته

وقالوا : خليلك في المرمس

فيا عين بكى حضير الندى

حضير الكتائب والمجلس

وكان رئيس الخزرج عمرو بن النعمان البياضي كما تقدم أيضا ، قال بعضهم : وكان النصر فيها أولا للخزرج ، ثم ثبّت حضير الأوس فرجعوا وانتصروا.

وذكر أبو الفرج الأصبهاني أن سبب ذلك أنه كان من قاعدتهم أن الأصيل لا يقتل بالحليف ، فقتل رجل من الأوس حليفا للخزرج ، فأرادوا أن يقيدوه فامتنعوا ، فوقعت بينهم الحرب لأجل ذلك.

وكان يوم بعاث قبل الهجرة بخمس سنين على الأصح ، وقيل : بأربعين سنة ، وقيل : بأكثر ، وهو اليوم الذي تقول فيه عائشة رضي‌الله‌عنها كما في الصحيح «كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في دخولهم في الإسلام ، فقدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد افترق ملؤهم وقتلت سراتهم» يعني الأوس والخزرج ، ومعناه أنه قتل فيه من أكابرهم من كان لا يؤمن أن يتكبر ويأنف أن يدخل في الإسلام لتصلبه في أمر الجاهلية ولشدة شكيمته حتى لا يكون تحت حكم غيره ، وقد كان بقي منهم من هذا النمط عبد الله بن أبيّ بن سلول ، وقصته في ذلك مشهورة ، وكذلك أبو عامر الراهب الذي سماه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالفاسق ، قال أهل السير : قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة وسيد أهلها عبد الله بن أبي بن سلول ، كان من الخزرج ثم من بني عوف بن الخزرج ثم من بني الحبلى ، لا يختلف في شرفه في قومه اثنان ، لم تجتمع الأوس والخزرج قبله ولا بعده على رجل من أحد الفريقين حتى جاء الإسلام غيره ، ومعه في الأوس رجل هو في قومه من الأوس شريف مطاع أبو عامر بن