وعلقت أمه بالحسين بعد خمسين ليلة ، وتزوج عثمان أم كلثوم بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم والله أعلم.
السنة الرابعة من الهجرة
السنة الرابعة : وكانت بئر معونة أولها في المحرّم.
قلت : في الصحيح من رواية أنس قال : إن النبي صلىاللهعليهوسلم أتاه رعل وذكوان وعصية وبنو لحيان ، فزعموا أنهم قد أسلموا ، واستمدوه على قومهم ، فأمدهم النبي صلىاللهعليهوسلم بسبعين من الأنصار ، قال أنس : كنا نسميهم القراء ، يحطبون بالنهار ويصلون بالليل ، فانطلقوا بهم حتى بلغوا بئر معونة غدروا بهم وقتلوهم ، فقنت شهرا يدعو على رعل وذكوان وبني لحيان ، وفي بعض الروايات ما يقتضي أن الذين استمدوا لم يظهروا الإسلام ، بل كان بينهم وبين النبي صلىاللهعليهوسلم عهد ، وأنهم غير الذين قتلوا القراء لكنهم من قومهم ، وهو الذي في كتب السير وقد بين ابن إسحاق في المغازي وكذلك موسى بن عقبة عن ابن شهاب أسماء الطائفتين ، وأن أصحاب العهد هم بنو عامر ورأسهم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ، المعروف بملاعب الأسنة ، وأن الطائفة الأخرى من بني سليم ، وأن عامر بن أخي ملاعب الأسنة أراد الغدر بأصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم فدعا بني عامر إلى قتالهم ، فامتنعوا وقالوا : لا نخفر (١) ذمة أبي براء ، فاستصرخ عليهم عصية وذكوان من بني سليم ، فأطاعوه وقتلوهم ، قالوا : ومات أبو براء بعد ذلك آسفا على ما صنع به عامر بن الطفيل ، وقيل : أسلم أبو براء عند ذلك ، وقاتل حتى قتل ، وعاش عامر بن الطفيل حتى مات كافرا بدعاء النبي صلىاللهعليهوسلم أصابته غدة كغدة البعير (٢) ، ولم يكن القراء المذكورون كلهم من الأنصار ، بل كان بعضهم من المهاجرين مثل عامر بن فهيرة مولى أبي بكر ونافع بن ورقاء الخزاعي وغيرهما ، كما يؤخذ من الصحيح أيضا ، والله أعلم.
ثم كانت غزوة الرجيع في صفر.
غزوة الرجيع
قلت : ذكرها ابن إسحاق في الثالثة قبل بئر معونة ، والرجيع : موضع ببلاد هذيل ، والله أعلم.
ثم كانت غزوة بني النضير.
__________________
(١) لا نخفر العهد : لا ننقض العهد ولا نغدر به.
(٢) غدة البعير : طاعون الإبل.