على أقتاب فيها ، والأسطوان في البيت الذي كان بيد عبيد الله بن عمر الذي يقال له بيت عبد الله بن عمر ، وقد كانت خارجة من مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم تكن فيه ، وليست فيه اليوم ، والظاهر أنه تجوّز في تسمية الأسطوان منارة ، وعبد العزيز بن عمران كان كثير الغلط ؛ لأن كتبه احترقت ؛ فكان يروي من حفظه ، فتركوه ، ثم الظاهر أن عمر وعثمان رضياللهعنهما لم يتخذا في المسجد منارة ، وإلا لنقل.
عثمان أول من خلق المسجد ورزق المؤذنين
وروى يحيى عن جابر بن عبد الله قال : كان أول من خلّق المسجد ، ورزق المؤذنين ، وجلس على الدرجة الثالثة من المنبر بعد النبي صلىاللهعليهوسلم عثمان رضياللهعنه.
اتخاذ حرس للمسجد
وروى ابن زبالة عن موسى بن عبيدة أن عمر بن عبد العزيز استأجر حرسا للمسجد لا يحترف فيه أحد.
وعن كثير بن زيد قال : نظرت إلى حرس عمر بن عبد العزيز يطردون الناس من المسجد أن يصلّى على الجنائز فيه.
وعن عثمان بن أبي الوليد عن عروة بن الزبير أنه قال له : تضربون الناس في الصلاة في المسجد على الجنائز؟ قال : قلت : نعم ، قال : أما إن أبا بكر قد صلي عليه في المسجد.
قلت : وذكر يحيى ما يقتضي أن الحرس كانوا قبل زمن عمر بن عبد العزيز يمنعون الناس من الصلاة على الجنائز في المسجد ؛ فإنه روى عن ابن أبي ذئب عن المقبري أنه رأى حرس مروان بن الحكم يخرجون الناس من المسجد يمنعونهم أن يصلوا فيه على الجنائز.
قلت : وأما ما كان من ذلك في زمنه صلىاللهعليهوسلم فقد روى ابن شبة عن صحابي سقط اسمه من النسخة التي وقفت عليها حديثا محصله أن النبي صلىاللهعليهوسلم لما قدم المدينة كان إذا احتضر الميت آذنوه فحضره واستغفر له ، حتى إذا قبض انصرف النبي صلىاللهعليهوسلم ومن معه ، وربما قعد ومن معه فربما طال حبس ذلك على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : فلما خشينا مشقة ذلك عليه قال بعض القوم لبعض : لو كنا لا نؤذن النبي صلىاللهعليهوسلم بأحد حتى يقبض ، فإذا قبض آذناه ، فلم يكن عليه في ذلك مشقة ولا حبس ، ففعلنا ذلك ، وكنا نؤذنه بالميت بعد أن يموت فيأتيه فيصلي عليه ، فربما انصرف ، وربما مكث حتى يدفن ، فكنا على ذلك حينا ، فقلنا : لو لم نشخص رسول الله صلىاللهعليهوسلم وحملنا جنائزنا إليه حتى يصلي عليها عند بيته كان ذلك أرفق به ، ففعلنا ، فكان ذلك الأمر إلى اليوم.
الصلاة على الجنائز في المساجد
وعن ابن شهاب قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا هلك الهالك شهده يصلي عليه حيث