قلت : وهذه الرواية هي التي عليها الأكثر ونقل الزين المراغي أن رزينا ويحيى جزما بها ، وهو كذلك في كلام رزين ، ورواها عن عبد الله بن محمد بن عقيل فقال عقب خبره المتقدم في قصة سقوط جدار الحجرة : ورأيت القبور ، فإذا قبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم من أمام ، وقبر أبي بكر خلفه ، وقبر عمر خلف قبر أبي بكر ، ورأس أبي بكر عند منكبي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ورأس عمر عند منكبي أبي بكر ، وأما يحيى فلم أر في كلامه الجزم بذلك ، بل رأيته حكى اختلاف الروايات كغيره ، ولفظه في حكاية هذه الرواية : حدثنا هارون بن موسى قال : سمعت أبي يذكر عن نافع بن أبي نعيم وغيره من المشايخ ممن له سنّ وثقة أن صفة قبر النبي صلىاللهعليهوسلم ، وذكر ما تقدم ، ورأيت في نسخة من كتاب يحيى تصوير القبور الشريفة على هذه الصفة ، وقال : إنها صفة القبور الشريفة فيما وصف بعض أهل الحديث عن عروة بن الزبير عن عائشة رضياللهعنها ، ثم ذكر ما سيأتي في الصفة السادسة.
وروى ابن سعد في طبقاته في ذكر أبي بكر رضياللهعنه من طريق الواقدي عن أبي بكر ابن عبد الله بن أبي سبرة عن عمر بن عبد الله بن عروة أنه سمع عروة والقاسم بن محمد يقولان : أوصى أبو بكر عائشة أن يدفن إلى جنب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فلما توفي حفر له ، وجعل رأسه عند كتفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وألصق اللحد بقبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقبر هناك.
ثم روى من طريق الواقدي أيضا عن ربيعة بن عثمان عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال : رأس أبي بكر عند كتفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ورأس عمر عند حقوي أبي بكر.
قلت : وفي هذه مخالفة يسيرة لما تقدم بالنسبة إلى عمر رضياللهعنه.
رواية القاسم بن محمد
الثانية : روى أبو داود والحاكم من طريق القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق قال : دخلت على عائشة رضياللهعنها فقلت لها : يا أمة اكشفي لي عن قبر النبي صلىاللهعليهوسلم وصاحبيه ، فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطية ، مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء. زاد الحاكم : فرأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم مقدما ، وأبا بكر رأسه بين كتفي النبي صلىاللهعليهوسلم ، وعمر رأسه عند رجلي النبي صلىاللهعليهوسلم. قال ابن عساكر : وهذه صفته.