وقال ابن زبالة : هي التي يجلس إلى ركحها (١) صاحب الشرط ، وإليها أصحاب الفاكهة ، وهم يهابون بناءها ويتشاءمون بها ؛ فهي على حال ما اشتريت عليه.
وقد ترجم في الموطأ لما يتقى من الشؤم ، وروى فيه عن يحيى بن سعيد أن امرأة جاءت إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقالت : يا رسول الله ، دار سكناها والعدد كثير والمال وافر فقلّ العدد وذهب المال ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «دعوها ذميمة» ورواه البزار بنحوه عن ابن عمر ، إلا أنه قال فيه : إن قوما جاءوا إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، وزاد فيه : فقالوا : يا رسول الله كيف ندعها؟ قال : «بيعوها أو هبوها».
وقال البزار : أخطأ فيه صالح بن أبي الأخضر ، والصواب أنه من مرسلات عبد الله بن شداد ، وروى الطبراني نحوه عن سهل بن حارثة الأنصاري ، وفيه يعقوب بن حميد بن كاسب وثقه ابن حبان وغيره وضعفه جماعة.
قلت : وفي موضع دار ابن مكمل اليوم المدرسة المعروفة بالجوبانية من بابها إلى آخر رباطها الذي في غربيها ، بل يؤخذ مما سبق عن ابن زبالة من جلوس أصحاب الفاكهة إليها أنها كانت تمتد إلى سوق الصواغين اليوم ؛ لما تقدم من بيان أصحاب الفاكهة ، ولما سيأتي في الدار التي بعدها.
دار النحام
وفي المغرب أيضا دار النحام العدوي. وعبارة ابن زبالة وابن شبة : وفي غربي المسجد دار ابن مكمل ودار النحام ، الطريق بينهما قدر ستة أذرع.
وقال ابن شبة في دور بني عدي : واتخذ النحام نعيم بن عبد الله داره التي بابها وجاه زاوية رحبة دار القضاء ، وشرقيها الدار التي قبضت عن جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك التي كانت بيت عاتكة بنت يزيد بن معاوية فهي بيد ولده على حوز الصدقة.
قال : وأخبرني مخبر أن النبي صلىاللهعليهوسلم حازها له قطيعة منه.
قلت : ودار جعفر المذكورة هي المواجهة لباب الرحمة ؛ فعلم بذلك أن دار النحام هذه كانت في مقابلة باب المدرسة الجوبانية المتقدم ذكرها في بيان رحبة القضاء عند ذكر باب زياد ، وأن الطريق التي بين دار النحام ودار ابن مكمل هي البلاط الآخذ من باب الرحمة إلى السوق ، وعلم بذلك أن رحبة القضاء كانت تمتد من جهة باب الرحمة إلى باب الجوبانية.
دار جعفر بن يحيى
ثم إلى جنب دار النحام دار جعفر بن يحيى التي دخل فيها بيت عاتكة بنت يزيد بن معاوية. وأطم حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه المسمى بفارع.
__________________
(١) الرّكح : الرّكن. والناحية والجانب. و ـ الساحة والفناء. (ج) أركاح وركوح.