قال أبو وحرة ـ بحاء مهملة ـ السعدي وهو يذكر السرير ويمدح آل الزبير لقرب مجلسهم منه :
وإذا غدا آل الزبير غدا النّدى |
|
وإذا انتدى فإليهم ما ينتدي |
وإذا هم راحوا فإنهم هم |
|
أهل السرير وأهل صدر المسجد |
أسطوان المحرس
ومنها : أسطوان المحرس (١) ، ويسمى أسطوان أمير المؤمنين علي بن أبي طالبرضياللهعنه.
قال يحيى : حدثنا موسى بن سلمة قال : سألت جعفر بن عبد الله بن الحسين عن أسطوان علي بن أبي طالب ، فقال : إن هذه المحرس ، كان علي بن أبي طالب يجلس في صفحتها التي تلي القبر مما يلي باب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يحرس النبي صلىاللهعليهوسلم.
قال الجمال المطري وتبعه من بعده : وهو مقابل الخوخة التي كان النبي صلىاللهعليهوسلم يخرج منها إذا كان في بيت عائشة إلى الروضة للصلاة ، وهي خلف أسطوان التوبة من جهة الشمال.
قلت : هي الأسطوان الذي يصلي عندها أمير المدينة يجعلها خلف ظهره ، ولذا قال الأقشهري : إن أسطوان مصلى علي كرم الله وجهه اليوم أشهر من أن تخفى على أهل الحرم ، ويقصد الأمراء الجلوس والصلاة عندها إلى اليوم ، وذكر أنه كان يقال لها مجلس القلادة لشرف من كان يجلس فيه ، وذلك إنما هو في أسطوان الوفود لما سيأتي.
أسطوان الوفود
ومنها : أسطوان الوفود ، قال المطري : هي خلف أسطوان المحرس من جهة الشمال ، كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يجلس إليها لوفود العرب إذا جاءته ، وكانت مما يلي رحبة المسجد قبل أن يزاد في السقف القبلي الرواقان ، وكانت تعرف أيضا بمجلس القلادة ، يجلس إليها سروات الصحابة وأفاضلهم رضوان الله عليهم.
وقال الأقشهري ، ومن خطه نقلت : وأما الأسطوان الذي كان يجلس إليها صلىاللهعليهوسلم لوفود العرب إذا جاءته ، فقال : إذا عددت الأسطوان التي فيها مقام جبريل عليهالسلام كانت هي الثالثة ، انتهى ، وكأنه سقط من خطه فاعدد فقال : وقد أخذه من تحفة ابن عساكر ، وقد رأيت في نسخة معتمدة منها موضع بياض بعد «فقال».
وهذا مطابق لما تقدم عن المطري ؛ لأن الأسطوان التي فيها مقام جبريل هي مربعة القبر كما سيأتي ، وبينها وبين أسطوان الوفود المذكور أسطوان.
__________________
(١) المحرس : مكان أقام به حرسا.