وقال ابن زبالة : حدثنا غير واحد من أهل العلم منهم عبد العزيز بن محمد أن الأسطوان التي إلى الرحبة التي في صف أسطوان التوبة بينها وبين أسطوان التوبة مصلى علي بن أبي طالب ، وأنه المجلس الذي يقال له مجلس القلادة ، كان يجلس فيه سراة الناس قديما.
وأورده المجد ، وزاد في آخره : وإنما سمي القلادة لشرف من كان يجلس إليها من بني هاشم وغيرهم.
أسطوان مربعة القبر
ومنها أسطوان مربعة القبر ، وسيأتي أنه يقال له أيضا أسطوان مقام جبريل عليهالسلام ، وقد تقدم فيما نقله الأقشهري في أسطوان الوفود ما يشهد له.
وأسند ابن زبالة ويحيى عن سليمان بن سالم عن مسلم بن أبي مريم وغيره : كان باب بيت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم في المربعة التي في القبر ، قال سليمان : قال لي مسلم : لا تنس حظك من الصلاة إليها ؛ فإنها باب فاطمة رضياللهعنها الذي كان علي يدخل عليها منه.
قلت : وهي في حائز عمر بن عبد العزيز عند منحرف الصفة الغربية منه إلى جهة الشمال ، في صف أسطوان الوفود ، بينهما الأسطوانة اللاصقة بالشباك التي شرقي أسطوان الوفود ، وسيأتي لها مزيد بيان إن شاء الله تعالى.
ومن فضلها ما أسنده يحيى عن أبي الحمراء قال : شهدت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أربعين صباحا يجيء إلى باب علي وفاطمة وحسن وحسين حتى يأخذ بعضادتي الباب ويقول : السلام عليكم أهل البيت : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب:٣٣] وفي رواية له : رابطت بالمدينة سبعة أشهر كيوم واحد ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأتي باب علي كل يوم فيقول : الصلاة ، الصلاة ، ثلاث مرات (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وقد حرم الناس الصلاة إلى هذه الأسطوان لإدارة الشباك الدائر على الحجرة الشريفة وغلق أبوابه.
أسطوان التهجد
ومنها : أسطوان التهجد ، أسند يحيى عن عيسى بن عبد الله عن أبيه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يخرج حصيرا كل ليلة إذا انكفت الناس فيطرح وراء بيت علي ، ثم يصلي صلاة الليل ، فرآه رجل فصلى بصلاته ، ثم آخر فصلى بصلاته ، حتى كثروا ، فالتفت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فإذا بهم ، تأمر بالحصير فطوي ثم دخل ، فلما أصبح جاءوه فقالوا : يا رسول الله ، كنت فصلى الليل فنصلي بصلاتك ، فقال : إني خشيت أن ينزل عليكم صلاة