مخالف لما في رواية ابن زبالة من أن عمر جعل أساطينه من لبن ، والمعوّل عليه رواية الصحيح.
وروى أحمد عن نافع أن عمر رضياللهعنه زاد في المسجد من الأسطوانة إلى المقصورة ، وقال عمر : لو لا أني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ينبغي أن نزيد في مسجدنا» ما زدت.
وأسند يحيى عن ابن عمر أن عمر رضياللهعنهما قال : لو لا أني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ينبغي أن نزيد في المسجد» ما زدت في المسجد شيئا.
وفي رواية له أن ابن عمر قال : إن الناس كثروا في عهد عمر ، فقال له قائل : يا أمير المؤمنين لو وسّعت في المسجد ، فقال عمر : لو لا أني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إني أريد أن أزيد في قبلة مسجدنا» ما زدت فيه.
وأسند ابن زبالة عن مسلم بن حباب أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال يوما وهو في مصلاه في المسجد : «لو زدنا في مسجدنا» وأشار بيده نحو القبلة ، فأدخلوا رجلا وأجلسوه في موضع مصلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، ثم رفعوا يد الرجل وخفضوها حتى رأوا أن ذلك نحو ما رأى النبي صلىاللهعليهوسلم رفع يده ، ثم مدوا مقاطا (١) فوضعوا طرفه بيد الرجل ، ثم مدوه ، فلم يزالوا يقدمونه ويؤخرونه حتى رأوا أن ذلك فيه بما أشار رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الزيادة ، فقدم عمر القبلة ، فكان موضع جدار عمر في موضع عيدان المقصورة.
بين عمر والعباس
وقال ابن سعد : أنا يزيد بن هارون ، أنا أبو أمية بن يعلى عن سالم أبي النضر قال : لما كثر المسلمون في عهد عمر رضياللهعنه وضاق بهم المسجد فاشترى عمر ما حول المسجد من الدور إلا دار العباس بن عبد المطلب وحجر أمهات المؤمنين ، فقال عمر للعباس : يا أبا الفضل ، إن مسجد المسلمين قد ضاق بهم ، وقد ابتعت ما حوله من المنازل نوسع به على المسلمين في مسجدهم إلا دارك وحجر أمهات المؤمنين ، فأما حجر أمهات المؤمنين فلا سبيل إليها ، وأما دارك فبعنيها بما شئت من بيت مال المسلمين أوسّع بها في مسجدهم ، فقال العباس : ما كنت لأفعل ، قال : فقال له عمر : اختر مني إحدى ثلاث : إما أن تبيعنيها بما شئت من بيت المال ، وإما أن أخطك حيث شئت من المدينة وأبنيها لك من بيت مال المسلمين ، وإما أن تصدّق بها على المسلمين فتوسع في مسجدهم ، فقال : لا ، ولا واحدة
__________________
(١) المقاط : الحبل. و ـ ومقود الفرس. و ـ رشاء الدّلو. (ج) مقط.