في سبب تسميته باب النساء أن عمر رضياللهعنه قال حين بنى المسجد : هذا باب النساء ، كما رواه يحيى ؛ فتبين أن باب النساء هو الباب الباقي في جهة المشرق على عهد عمر رضياللهعنه ، وأنه الذي أحدثه ، وسيأتي في زيادة عثمان عند ذكر اقتصاره على الأبواب التي جعلها عمر ما هو كالصريح في ذلك ، والله أعلم.
وفي البخاري تعليقا عن أبي سعيد قال : أمر عمر ببناء المسجد ، وقال : أكنّ الناس (١) من المطر ، وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس.
وروى ابن شبة ويحيى من طريق عبد العزيز بن عمران عن مليح بن سليمان عن ابن أبي عمرة قال : زاد عمر بن الخطاب في المسجد من شاميه ، ثم قال : لو زدنا فيه حتى نبلغ به الجبانة كان مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، زاد يحيى : وجاء الله بعامر ، وعبد العزيز هو ابن أبي ثابت ، تركوه ، كانت كتبه قد احترقت فحدّث من حفظه فاشتد غلطه.
وروى يحيى من طريق ابن زبالة وهو ضعيف : حدثني محمد بن إسماعيل عن ابن أبي ذئب قال : قال عمر بن الخطاب : لو مد مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى ذي الحليفة لكان منه ، ورواه ابن شبة من طريق أبي غسان المدني بدل ابن زبالة ، وعلى كل حال هو معضل.
وروى ابن شبة ويحيى والديلمي في مسند الفردوس بسند فيه متروك عن أبي هريرة رضياللهعنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : لو بنى هذا المسجد إلى صنعاء كان مسجدي ، وكان أبو هريرة يقول : لو مد هذا المسجد إلى باب داري ما عدوت أن أصلي فيه ، ثم قال يحيى : وحدثنا هارون بن موسى نبأ عمر بن أبي بكر الموصلي عن ثقات من علمائه قالوا : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هذا مسجدي ، وما زيد فيه فهو منه ، ولو بلغ بمسجدي صنعاء كان مسجدي.
قلت : وهو منقطع ، لكن اجتماع هذه الروايات تقوي ما قدمناه في آخر الفصل الثاني عن مالك رحمهالله من أن المضاعفة الواردة في المسجد النبوي تعم ما زيد فيه ، والله أعلم.
الفصل الثالث عشر
في البطيحاء التي بناها عمر رضياللهعنه بناحية المسجد ، ومنعه من
إنشاد الشعر ورفع الصوت فيه ، وما جاء في ذلك
روى ابن شبة ويحيى بسند جيد عن سالم بن عبد الله أن عمر ـ يعني ابن الخطاب ـ اتخذ
__________________
(١) أكنّ الناس من المطر : أحميهم وأسترهم منه.