أحد ، قال : وأظنها عين الشهداء ، فإن العين التي أجراها معاوية رضي الله تعالى عنه مستبطنة الوادي وقد دثرت ، ورسومها موجودة إلى اليوم ، انتهى.
والعين الموجودة اليوم المعروفة بعين الأزرق ، وتسميها العامة الزرقاء ، سميت بذلك لأن مروان الذي أجراها بأمر معاوية كان أزرق العينين فلذلك لقب بالأزرق.
ومن الغرائب العجيبة ما ذكره المنورقي في جزء ألّفه في فضائل الطائف عن الفقيه أبي محمد عبد الله بن حمو البخاري عن شيخ الخدام بالحرم النبوي بدر الشهابي أنه بلغه أن ميضأة وقعت في عين الأزرق بالطائف ، فخرجت في عين الأزرق بالمدينة.
ويذكر أنه كان بالمدينة وما حولها عيون كثيرة تجددت بعد النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكان لمعاوية رضي الله تعالى عنه اهتمام بهذا الباب ، ولهذا كثرت في أيامه الغلال بأراضي المدينة ، فقد نقل الواقدي في كتاب الحرّة أنه كان بالمدينة على زمن معاوية صوافي كثيرة ، وأن معاوية كان يجدّ بالمدينة وأعراضها مائة ألف وسق وخمسين ألف وسق ، ويحصد مائة ألف وسق حنطة.
الفصل الثاني
في صدقاته صلىاللهعليهوسلم ، وما غرسه بيده الشريفة
أصل صدقات الرسول صلىاللهعليهوسلم
روى ابن شبة فيما جاء في أمواله صلىاللهعليهوسلم وصدقاته عن ابن شهاب قال : كانت صدقات رسول الله صلىاللهعليهوسلم أموالا لمخيريق اليهودي ، أي بالخاء المعجمة والقاف مصغرا.
قال عبد العزيز ـ يعني ابن عمران ـ بلغني أنه كان من بقايا بني قينقاع ، ثم رجّح حديث ابن شهاب قال : وأوصي مخيريق بأمواله للنبي صلىاللهعليهوسلم ، وشهد أحدا فقتل به ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : مخيريق سابق يهود ، وسلمان سابق فارس ، وبلال سابق الحبشة.
أسماء صدقات الرسول صلىاللهعليهوسلم ومواضعها
قال : وأسماء أموال مخيريق التي صارت للنبي صلىاللهعليهوسلم : الدلال ، وبرقة ، والأعواف ، والصافية ، والميثب ، وحسنى ، ومشربة أم إبراهيم.
فأما الصافية وبرقة والدلال والميثب فمجاورات لأعلى الصورين من خلف قصر مروان بن الحكم ، ويسقيها مهزور.
وأما مشربة أم إبراهيم فيسقيها مهزور ، فإذا بلغت بيت مدراس اليهود فحيث مال أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة الأسدي فمشربة أم إبراهيم إلى جنبه ، وذكر ما قدمناه عنه في المساجد في سبب تسميتها بمشربة أم إبراهيم.
ثم قال : وأما حسنى فيسقيها مهزور ، وهي من ناحية القف.