وأما الأعواف فيسقيها مهزور ، وهي من أموال بني محمم.
ثم قال : قال أبو غسان : وقد اختلف في الصدقات فقال بعض الناس : هي أموال بني قريظة والنضير.
وروى عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : كانت الدلال لامرأة من بني النضير ، وكان لها سلمان الفارسي ، فكاتبته على أن يحييها لها ، ثم هو حر ، فأعلم بذلك النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فخرج إليها فجلس على فقير ، ثم جعل يحمل إليه الوديّ فيضعه بيده ، فما عدت منها ودية أن طلعت. قال : ثم أفاءها الله على رسوله صلىاللهعليهوسلم ، قال : والذي يظهر عندنا : أنها من أموال بني النضير ، ومما يدل على ذلك أن مهزورا يسقيها ، ولم يزل يسمع أنه لا يسقى إلا أموال بني النضير.
قلت : فيه نظر ؛ إذ المعروف ببني النضير إنما هو مذينب ، ومهزور لبني قريظة.
ثم قال : وقد سمعنا بعض أهل العلم يقول : إن برقة والميثب للزبير بن باطا ، وهما اللتان غرس سلمان ، وهما مما أفاء الله من أموال بني قريظة. والأعواف : كانت لخنافة اليهودي من بني قريظة ، والله أعلم ما هو الحق من ذلك.
وقف الرسول صلىاللهعليهوسلم أمواله
ثم قال : قال الواقدي : وقف النبي صلىاللهعليهوسلم الأعواف وبرقة وميثب والدلال وحسني والصافية ومشربة أم إبراهيم سنة سبع من الهجرة ، قال : وقال الواقدي عن الضحاك بن عثمان عن الزهري قال : هذه الحوائط السبعة من أموال بني النّضير : قال : وقال بسنده لعبد الله بن كعب بن مالك قال : قال مخيريق يوم أحد : إن أصبت فأموالي لمحمد يضعها حيث أراد الله ، فهي عامة صدقات رسول الله صلىاللهعليهوسلم. قال : وقال عن أيوب بن أبي أيوب عن عثمان بن وثاب قال : ما هي إلا من أموال بني النضير ، لقد رجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم من أحد ففرّق أموال مخيريق ، اه ما أورده ابن شبة.
وقال المجد : قال الواقدي : كان مخيريق أحد بني النضير حبرا عالما ، فآمن بالنبي صلىاللهعليهوسلم ، وجعل ماله وهو سبع حوائط لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وذكر الحوائط المتقدمة ، ونقل الذهبي عن الواقدي سوى ذكر الحوائط ، لكن في أوقاف الخصاف : قال الواقدي : مخيريق لم يسلم ، ولكنه قاتل وهو يهودي ، فلما مات دفن في ناحية من مقبرة المسلمين ، ولم يصل عليه.
وروى ابن زبالة عن محمد بن كعب أن صدقات رسول الله صلىاللهعليهوسلم كانت أموالا لمخيريق اليهودي ، فلما كان يوم أحد قال لليهود : ألا تنصرون محمدا صلىاللهعليهوسلم؟ فو الله إنكم لتعلمون أن نصرته حق ، قالوا : اليوم السبت ، قال : فلا سبت لكم ، وأخذ سيفه فمضى مع النبي صلىاللهعليهوسلم فقاتل حتى أثبتته الجراح ، فلما حضرته الوفاة قال : أموالي إلى محمد يضعها حيث يشاء.