الجنة ، لقد صلّى في هذا الوادي قبلي سبعون نبيا ، ولقد مر به موسى عليهالسلام عليه عباءتان قطوانيتان على ناقة ورقاء في سبعين ألفا من بني إسرائيل حاجين البيت العتيق ، ولا تقوم الساعة حتى يمر بها عيسى بن مريم عبد الله ورسوله. ورواه يحيى بنحوه ، إلا أنه قال : لقد صلّى قبلي في هذا الموضع سبعون نبيا ، ورواه الترمذي بلفظ : أن النبي صلىاللهعليهوسلم صلّى في وادي الروحاء ، وقال : لقد صلّى في هذا المسجد سبعون نبيا.
قلت : وآثار هذا المسجد موجودة هناك.
مسجد آخر بالروحاء
ومنها : مسجد بالروحاء ، ذكره الأسدي ، وغاير ما بينه وبين ما قبله وما بعده.
وقال الواقدي في غزوة بدر : ثم سار رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى أتى الروحاء ليلة الأربعاء النصف من شهر رمضان ، فصلى عند بئر الروحاء.
وسيأتي في ترجمة الروحاء أنه كان بها آبار متعددة ، فلم يبق منها اليوم سوى بئر واحدة ، والله أعلم.
مسجد المنصرف (الغزالة)
ومنها : مسجد المنصرف ، ويعرف اليوم بمسجد الغزالة ، وهو آخر وادي الروحاء مع طرف الجبل ، على يسارك وأنت ذاهب إلى مكة.
قال المطري : ولم يبق منه اليوم إلا عقد الباب.
قلت : وقد تهدم أيضا ، ولم يبق إلا رسومه.
وقال الأسدي : وعلى ثلاثة أميال من الروحاء ، يعني وأنت قاصد مكة ، مسجد لرسول الله صلىاللهعليهوسلم في سند الجبل ، يقال له مسجد المنصرف ، جبل على يسارك تنصرف منه في الطريق ، انتهى.
وقال البخاري : عقب ما قدمناه في مسجد الشرف من رواية نافع : وأن ابن عمر كان يصلي إلى العرق الذي عند منصرف الروحاء ، وذلك العرق انتهاء طرفه على حافة الطريق دون المسجد الذي بينه وبين المنصرف وأنت ذاهب إلى مكة ، وقد ابتنى ثمّ مسجد فلم يكن عبد الله يصلي في ذلك المسجد ، كان يتركه عن يساره ووراءه ويصلي أمامه إلى العرق نفسه.
قلت : توهّم بعضهم أن المراد عرق الظبية ، وليس كذلك ؛ لتغاير المحلين ، ورأيت بخط بعضهم هنا : العرق جبل صغير.
وروى ابن زبالة عن ابن عمر قال : صلّى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بشرف الروحاء ، وبالمنصرف عند العرق من الروحاء.
وفي رواية ليحيى عن ابن عمر أنه كان يصلي إلى العرق الذي عند منصرف الروحاء ،