«صلّى في ثنية ركوبة ، وبنى بها مسجدّا». وسيأتي أن ركوبة ثنية قبل العرج للمتوجه من المدينة على يمين ثنية العابر وثنية العابر هي عقبة العرج ، والعرج بعدها بثلاثة أميال كما سيأتي ، ولم يذكر الأسدي هذا المسجد.
مسجد الأثاية
ومنها : مسجد الأثاية ـ بالمثلثة والمثناة التحتية ـ كالنواية على الراجح.
روى ابن زبالة عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم «صلّى عند بئر الإثابة ركعتين في إزار ملتحفا به».
قال المطري : الأثاية ليست معروفة.
قلت : عرفها الأسدي فقال ، في وصف طريق الذاهب لمكة : إن من الرويثة إلى الحي أربعة أميال ، ثم قال : وعقبة العرج على أحد عشر ميلا من الرويثة ، ويقال لها : المدارج ، بينها وبين العرج ثلاثة أميال ، وبها أبيات ، وبئر عند العقبة ، وقبل العرج بميلين قبل أن ينزل الوادي مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعرف بمسجد الأثاية ، وعند المسجد بئر تعرف بالأثاية ، انتهى.
وقال المجد : الأثاية موضع في طريق الجحفة ، بينه وبين المدينة خمسة وعشرون فرسخا ، وفيه بئر ، وعليها المسجد المذكور ، وعندها أبيات وشجر أراك ، وهو منتهى حد الحجاز ، انتهى.
وهو موافق لما ذكره الأسدي ؛ فإن منتهى حد الحجاز مدارج العرج ، وهي بقربها.
وروى أحمد برجال الصحيح عن عمير بن سلمة الضمري أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم «مرّ بالعرج فإذا هو بحمار عقير ، فلم يلبث أن جاء رجل بهر ، فقال : يا رسول الله ، هذا رميتي فشأنكم فيها ، فأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبا بكر رضي الله تعالى عنه يقسمه بين الرفاق ، ثم سار حتى أتى عقبة الأثاية فإذا بظبي فيه سهم وهو حاقف في ظل صخرة ، فأمر النبي صلىاللهعليهوسلم رجلا من أصحابه فقال : قف هاهنا حتى يمر الرفاق لا يرميه أحد بشيء». ومقتضى ما سبق من صنيع الأسدي أن يكون هذا في رجوعه صلىاللهعليهوسلم من مكة ، خلاف ما اقتضاه صنيع الهيتمي حيث ترجم عليه بجواز أكل لحم الصيد للمحرم إذا لم يصده أو يصد له.
مسجد العرج
ومنها مسجد العرج ـ روى ابن زبالة عن صخر بن مالك بن إياس عن أبيه عن جده أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم «صلّى في مسجد العرج ، وقال فيه» يعني من القيولة ، وأسقط المطري هذا المسجد ، وجعله المجد الذي بعده ، وهو مردود ، ولم يتعرض له الأسدي.