مسجد المنبجس
ومنها : مسجد بطرف تلعة من وراء العرج ، ووقع في نسخة المجد وخط الزين المراغي «بطريق تلعة» وهو تصحيف لأن الذي في صحيح البخاري وكتاب ابن زبالة طرف بالفاء.
قال البخاري ، عقب ما تقدم عنه في مسجد الرويثة من رواية نافع ، وأن عبد الله حدثه أن النبي صلىاللهعليهوسلم صلى في طرف تلعة من وراء العرج ، وأنت ذاهب إلى هضبة ، وعند ذلك المسجد قبران أو ثلاثة ، وعلى القبور رضم من حجارة عن يمين الطريق ، عند سلمات الطريق ، بين أولئك السلمات كان عبد الله يروح من العرج بعد أن تميل الشمس بالهاجرة فيصلي الظهر في ذلك المسجد.
ورواه ابن زبالة إلا أنه قال فيه : من وراء العرج وأنت ذاهب إلى رأس خمسة أميال من العرج في مسجد إلى هضبة.
وقال الأسدي : وعلى ثلاثة أميال من العرج قبل المشرق مسجد لرسول الله صلىاللهعليهوسلم يقال له مسجد المنبجس قبل الوادي ، والمنبجس : وادي العرج ، وعلى ثمانية أميال من العرج حوضان على عين تعرف بالمنبجس ، انتهى. ولعله المسجد المذكور.
مسجد لحي جمل
ومنها : مسجد لحي جمل ـ قال الأسدي : وعلى ميل من الطلوب مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم بموضع يقال له «لحى جمل» قال : والطلوب بئر غليظة الماء بعد العرج بأحد عشر ميلا ، والسقيا بعد الطلوب بستة أميال ، قال : وقبل السقيا بنحو ميل وادي العاند ، ويقال له وادي القاحة ، وينسب إلى بني غفار ، اه.
فتلخص أن هذا المسجد قبل السقيا والقاحة وبعد العرج بالمسافة المذكورة.
ويؤيده أن ابن زبالة روى في سياق هذه المساجد حديث أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم «احتجم بمكان يدعى لحى جمل بطريق مكة وهو محرم».
وفي رواية له «احتجم بالقاحة وهو صائم محرم» ففيه بيان قرب ذلك من القاحة ، ولكن رأيت يحيى ختم كتابه بحديث ابن عمر في هذه المساجد وبآخر النسخة ما صورته : نقل من خط أحمد بن محمد بن يونس الإسكاف في آخر الجزء : قلت : إنه لم يذكر في هذا الحديث المسجد الذي بين السقيا والأبواء الذي يقال له مسجد لحى جمل ، انتهى.
وهو يقتضي أنه بعد السقيا بينها وبين الأبواء ، ويوافقه قول عياض : قال ابن وضاح : لحى جمل في عقبة الجحفة. وقال غيره : على سبعة أميال من السقيا.
ورواه بعض رواة البخاري «لحيي جمل» أي بالتثنية ، وفسره فيه بأنه ما يقال له لحيي جمل أي في حديث «احتجم النبي صلىاللهعليهوسلم بلحيي جمل».