وقال عياض : غدير خم تصب فيه عين ، وبين الغدير والعين مسجد للنبي صلىاللهعليهوسلم ، انتهى.
وأخبرني مخبر أنه رأى هذا المسجد على نحو هذه المسافة من الجحفة ، وقد هدم السيل بعضه.
وفي مسند أحمد عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنه قال : كنا عند النبي صلىاللهعليهوسلم فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا الصّلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلىاللهعليهوسلم تحت شجرة فصلى الظهر ، وأخذ بيد علي وقال : ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : فأخذ بيد علي وقال : اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال : هنيئا يا ابن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة ، وعن زيد بن أرقم مثله.
مسجد طرف قديد
ومنها : مسجد ذكر الأسدي أنه قبل قديد بثلاثة أمثال ، وذكر أن خيمتي أمّ معبد الخزاعية وموضع مناة الطاغية في الجاهلية على نحو هذه المسافة.
قلت : وقد عثرت في مسيري إلى مكة على مسجد قديم قرب طرف قديد ، وهو مرتفع عن يمين الطريق ، مبني بالأحجار والقصّة ، يظهر أنه هذا المسجد.
مسجد عند حرة خليص
ومنها : مسجد عند حرة عقبة خليص قال الأسدي : من قديد إلى عين ابن بزيع وهي خليص على ثمانية أميال وشيء ، وذكر آبارا كثيرة بقديد ، قال : وعقبة خليص بينها وبين خليص ثلاثة أميال ، وهي عقبة تقطع حرّة تعترض الطريق يقال لها ظاهرة البركة ، والشجر ينبت في تلك الحرة ، وعند الحرة مسجد لرسول الله صلىاللهعليهوسلم.
مسجد خليص
ومنها : مسجد خليص قال الأسدي : خليص عين غزيرة كثيرة الماء ، وعليها نخل كثير ، وبركة ، ومشارع ، ومسجد لرسول الله صلىاللهعليهوسلم.
مسجد بطن مر الظهران
ومنها : مسجد بطن مرّ الظّهران قال البخاري ، عقب ما تقدم عنه في مسجد عقبة هرشى من رواية نافع : وأن عبد الله بن عمر حدثه أن النبي صلىاللهعليهوسلم «كان ينزل في المسيل الذي في أدنى مرّ الظّهران قبل المدينة ، حين يهبط من الصفراوات ، ينزل في بطن ذلك المسيل عن يسار الطريق وأنت ذاهب إلى مكة ، ليس بين منزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبين الطريق إلا رمية بحجر».