قال المطري ، في وصف هذا المسجد : إنه بوادي مرّ الظهران حين يهبط من الصفراوات عن يسار الطريق وأنت ذاهب إلى مكة ، قال : ومر الظهران هو بطن مرّ المعروف ، وليس المسجد بمعروف اليوم ، انتهى.
وقال الزين المراغي : ويقال : إنه المسجد المعروف بمسجد الفتح ، انتهى.
وقال التقي الفاسي : المسجد الذي يقال له مسجد الفتح بالقرب من الجموم من وادي مر الظهران ، يقال : إنه من المساجد التي صلّى فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم ذكر ما قاله المراغي.
ثم قال : وممن عمر هذا المسجد على ما بلغني أي جدد عمارته أبو علي صاحب مكة ، وممن عمره بعد ذلك الشريف حياش ، قال : وبيضه في عصرنا ورفع أبوابه صونا له الشريف حسن بن عجلان ، انتهى.
وهذا المسجد ينظره الذاهب من الجموم إلى مكة عن يساره عند المسيل.
وقال الأسدي : بين مكة وبطن مر سبعة عشر ميلا ، وببطن مر مسجد لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وبركة للسيل طولها ثلاثون ذراعا ، وربما ملئت هذه البركة من عين يقال لها العقيق ، قال : وبحضرة هذه البركة بئران.
مسجد سرف
ومنها : مسجد سرف ـ بفتح السين المهملة ، وكسر الراء ـ وهذا المسجد به قبر ميمونة رضي الله تعالى عنها ، شاهدته وزرته ؛ إذ المرويّ أنها دفنت بسرف ، بالموضع الذي بني عليها النبي صلىاللهعليهوسلم فيه.
وفي حديث أنس أنه صلىاللهعليهوسلم «كان لا ينزل منزلا إلا ودّعه بركعتين» وقال الأسدي ما لفظه : ومسجد سرف على سبعة أميال من مر ، وقبر ميمونة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم دون سرف ، اه. والمعروف ما قدمناه.
قال التقي الفاسي : من القبور التي ينبغي زيارتها قبر أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية ، وهو معروف بطريق وادي مر ، قال : ولا أعلم بمكة ولا فيما قرب منها قبر واحد ممن صحب النبي صلىاللهعليهوسلم سوى هذا القبر ؛ لأن الخلف تأثر ذلك عن السلف.
مسجد التنعيم
ومنها : مسجد بالتنعيم قال الأسدي : والتنعيم وراء قبر ميمونة بثلاثة أميال ، وهو موضع الشجرة ، وفيه مسجد لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وفيه آبار ، ومن هذا الموضع يحرم من أراد أن يعتمر. ثم قال : ميقات أهل مكة بالإحرام مسجد عائشة ، وهو بعد الشجرة بميلين ، وهو دون مكة بأربعة أميال ، وبينه وبين أنصاب الحرم غلوة ، اه.
قلت : وبالتنعيم عدّة مساجد : اثنان منها اختلف في المنسوب منهما لعائشة رضي الله تعالى عنها ، ولم يذكر التقي ولا غيره بالتنعيم مسجدّا للنبي صلىاللهعليهوسلم.