الباب السابع
في أوديتها ، وأحمائها ، وبقاعها ، وجبالها ، وأعمالها ، ومضافاتها ، ومشهور ما في
ذلك من المياه والأودية ، وضبط أسماء الأماكن المتعلقة بذلك ، وفيه ثمانية فصول
الفصل الأول
في فضل وادي العقيق ، وعرصته ، وحدوده
ما ورد من الأحاديث في فضل وادي العقيق
روينا في الصحيح عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول بوادي العقيق : «أتاني الليلة آت فقال : صلّ في هذا الوادي المبارك ، وقل عمرة في حجة».
وتقدم في مسجد المعرس في رواية له «أرى وهو في معرّسه بذي الحليفة ببطن الوادي قيل له : إنك ببطحاء مباركة».
وروى ابن شبة عن عمر رضي الله تعالى عنه مرفوعا «العقيق واد مبارك».
وعن هشام بن عروة قال : اضطجع النبيّ صلىاللهعليهوسلم بالعقيق ، فقيل له : إنك في واد مبارك.
وروى ابن زبالة عن عامر بن سعد بن أبي وقّاص أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم «نام بالعقيق ، فقام رجل من أصحابه يوقظه ، فحال بينه وبينه رجل من أصحابه آخر ، وقال : لا توقظه فإن الصلاة لم تفته ، فتدارآ حتى أصاب بعض أحدهما رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأيقظه ، فقلن : ما لكما؟ فأخبراه. فقال : لقد أيقظتماني وإني لأراني بالوادي المبارك» وعن زكريا بن إبراهيم بن مطيع قال : بات رجلان بالعقيق ، ثم أتيا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : أين بتما؟ فقالا : بالعقيق ، فقال : لقد بتّما بواد مبارك.
وتقدم أن عمر رضي الله تعالى عنه قال : احصبوا هذا المسجد ـ يعني مسجد المدينة ـ من هذا الوادي المبارك ، ورواه صاحب الفردوس مرفوعا.
وقال أبو غسان : أخبرني غير واحد من ثقات أهل المدينة أن عمر رضي الله تعالى عنه كان إذا انتهى إليه أن وادي العقيق قد سال قال : اذهبوا بنا إلى هذا الوادي المبارك ، وإلى الماء الذي لو جاءنا جاء من حيث جاء لتمسّحنا به.
وروى ابن زبالة عن عامر بن سعد أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم «ركب إلى العقيق ، ثم رجع فقال : يا عائشة جئنا من هذا العقيق ، فما ألين موطأه ، وأعذب ماءه ، قالت : فقلت : يا رسول الله أفلا ننتقل إليه؟ قال : وكيف وقد ابتنى الناس؟».
وعن خالد العدواني أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال في عرصة العقيق «نعم المنزل العرصة لو لا كثرة الهوام».
وعن محمد بن إبراهيم التيمي أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم «خرج في بعض مغازيه ، فأخذ على الشارعة حتى إذا كان بالعرصة قال : هي المنزل لو لا كثرة الهوام».