وروى عن محمد بن سلمة المخزومي قال : أقطع رسول الله صلىاللهعليهوسلم لبلال بن الحارث المزني معادن القبلية والعقيق ، فبلغنا أنه باع رومة من عثمان بن عفان ، وانتزع منه عمر بقية العقيق وأقطعه للناس ، وقال : إنما أعطاك رسول الله صلىاللهعليهوسلم تعمر ولم يعطك تحجر.
وعن هشام بن عروة وغيره أن النبي صلىاللهعليهوسلم أقطع لبلال بن الحارث العقيق ، فلم يزل على ذلك حتى ولي عمر فدعا بلالا فقال : قد علمت أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم يكن يمنع شيئا سأله ، وإنك سألته أن يعطيك العقيق فأعطاكه ، فالناس يومئذ قليل لا حاجة لهم ، وقد كثر أهل الإسلام واحتاجوا إليه ، فانظر ما ظننت أنك تقوى عليه فأمسكه واردد إلينا ما بقي نقطعه ، فأبى بلال ، فترك عمر بيد بلال بعضه وأقطع ما بقي للناس.
وذكر في رواية مع العقيق «معادن القبلية وحيث يصلح الزرع من قدس» وهي في سنن أبي داود بدون ذكر العقيق.
وروى ابن شبة عن عبد الله بن أبي بكر أن عمر لما ولي قال : يا بلال ، إنك استقطعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أرضا طويلة عريضة ، فأقطعها لك ، وإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم يكن يمنع شيئا سأله ، وإنك لا تطيق ما في يدك ، فقال : أجل ، فقال : فانظر ما قويت عليه منها فأمسكه ، وما لم تطق فادفعه إلينا نقسمه ، فأبى ، فقال عمر : والله لنفعلنّ ، فأخذ منه ما عجز عن عمارته فقسمه بين المسلمين.
خبر قصر عروة ، وبئره
عن عروة بن الزبير قال : لما أخذ عمر بن الخطاب من بلال بن الحارث ما أخذ من العقيق وقف في موضع بئر عروة بن الزبير التي عليها سقايته ، وقال : أين المستقطعون؟ فنعم موضع الحفيرة ، فاستقطعه ذلك خوّات بن جبير الأنصاري ، ففعل ، قال مصعب بن عثمان : فقرأت كتاب قطيعته أرض عروة بن الزبير بالعقيق في كتب عروة ما بين حرة الوبرة إلى ضفيرة المغيرة بن الأخنس.
وعن هشام بن عروة عن أبيه قال : لما أقطع عمر العقيق فدنا من موضع قصر عروة وقال : أين المستقطعون منذ اليوم؟ فو الله ما مررت بقطيعة شبه هذه القطيعة ، فسألها خوّات ، فأقطعها له ، وكان يقال لموضعها «خيف حرة الوبرة» فلما كانت سنة أحد وأربعين أقطع مروان بن الحكم عبد الله بن عياش بن علقمة ما بين الميل الرابع من المدينة إلى ضفيرة أرض المغيرة بن الأخنس بالعقيق إلى الجبل الأحمر الذي يطلعك على قباء ، قال هشام : فاشترى عروة موضع قصره وأرضه وبثاره من عبد الله بن عياش ، وابتنى واحتفر وحجر وضفر ، وقيل له : إنك لست بموضع مدر ، فقال : يأتي الله به من النقيع ، فجاء سيل فدخل في مزارعه فكساها من خليج كان خلجه ، وكان بناه جنابذ ـ أي جمع جنبذ بضم الجيم ،