فجعلوا يمزحون به فيما بينهم ، يقول هذا بيتا وهذا بيتا ، فكان مما حفظت من ذلك قول أحدهم :
حبذا ثم حبذا |
|
في قصر ابن عنبسة |
ولمات تجمعوا |
|
وجزور مكردسه |
والتواليد عندنا |
|
كالرباط المورّسة |
قصر أبي بكر الزبيري المعروف بالمستقر
قصر أبي بكر بن عبد الله بن مصعب الزبيري الذي يعرف بالمستقر اشتراه وهو بيت أو بيتان ، فهدم ذلك ، وبناه قصرا ، ففيه يقول القائل :
يا قصر لو كان خالدا أحد |
|
بالجود والمجد كان مولاكا |
ولو تفدى المنون ذا كرم |
|
كان أبو بكر الندى ذا كا |
وفيه يقول أيضا حين بيع في تركة أبي بكر :
أوحش المستقرّ بعد أبي بكر |
|
فأضحى ينوح في كل حين |
بعد عز وبهجة وبهاء |
|
تاه يوما به على الثقلين |
فاعذروه يا هؤلاء ؛ إن ذا ال |
|
شجو ليجري دموعه من معين |
قصر عبد الله بن أبي بكر العثماني
قصر عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن عثمان بن عفان ـ قال محمد بن معاوية : كنت أنا ومحمد بن عبد الله البكري ـ وكان قاضيا على المدينة ـ متنزهين بالعقيق في قصر ابن بكير ، فكتب محمد بن عبد الله في الجدار :
أين أهل العقيق أين قريش |
|
أين عبد العزيز وابن بكير |
ولو أنّ الزمان خلد حيا |
ثم كتب تحته : من أتم هذا النصف فله سبق ، قال : فتنزه عمر بن عبد الله بن نافع في قصر ابن بكير ، فقرأ الكتابة ، فأتم النصف ، فكتب :
كان فيه يخلد ابن الزبير
قال محمد بن معاوية : فعاد محمد بن عبد الله للنزهة ، فوجد البيت قد أتم ، فسأل من أتمه ، فقلت له : عمر بن عبد الله ، فقال : لو كنت أكلمه وفيت له بسبقه ، أحسن وصدق.
وكان عمر بن عبد الله له هاجرا.
وستأتي قصور أخرى في الجمّاوات ، قال أبو علي الهجري : إن سيل الوادي يفضي إلى الشجرة التي بها محرم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم يلي ذلك مزارع أبي هريرة رضي الله تعالى ، ثم تتابع القصور يمنة ويسرة بها منازل الأشراف فيها يبتدئون ، منها منازل عن يمين الجائي من مكة بسفح عير.