قلت : هذا إنما ذكره ابن زبالة والزبير في حمى النقيع كما سيأتي.
وروى ابن زبالة عن يحيى بن سعيد أن رجلا كان لا يعرف والده كان يوما بالعقيق ، فنهاه عمر بن عبد العزيز.
وفي رواية : كان يصلي لهم الجمعة بالشجرة ، فنهاه عمر بن عبد العزيز أن يؤمهم لأنه لا يعرف له أب ، وهو يقتضي أن الجمعة كانت تقام بالعقيق ، فآثار أبنية مكان العقيق موجودة إلى اليوم ، وهي دالة على ما كان به من القصور الفائقة ، والمناظر الرائقة ، والآبار العذبة إحسان ، والحدائق الملتفّة الأغصان ، دثرت على طول الزمان ، وتكرر الحدثان ، وبقي هناك بعض الآبار ، وبقايا الآثار ، فترتاح النفوس برؤيتها ، وتنتعش الأرواح بانتشاق نسمتها ، فهي كما قال حبيب بن أوس :
ما ربع ميّة معمورا يطيف به |
|
غيلان أبهى ربا من ربعها الخرب |
ولا الخدود وإن أدمين من نظر |
|
أشهى إلى ناظر من خدها الترب |
وقال أعرابي :
ألا أيها الركب المحنّون هل لكم |
|
بأهل عقيق والمنازل من علم |
فقالوا : نعم تلك الطلول كعهدها |
|
تلوح ، وما يغنى سؤالك عن علم |
خاتمة
في سرد ما يدفع في العقيق من الأودية ، وما به من الغدران
قال في جزيرة العرب لأبي عبيدة رواية أبي عبد الله المازني عنه ما لفظه : والعقيق يشق من قبل الطائف ، ثم يمر بالمدينة ، ثم يلقى في إضم البحر ، انتهى.
وسيأتي في وادي قناة أنه من وجّ الطائف أيضا ، ولكن قال الزبير وغيره : أعلى أودية العقيق النقيع ، ثم ذو العش ، ثم ذو الضرورة ، ثم ذو القرى ، ثم ذو الميت ، ثم ذو المكبر ، ثم ذات القطب ، ثم حد المولى ، ثم حد الأباني ، ثم ذو تنقية ، ثم القويع ، ثم ذو الصواير ، ثم الفلجة ، ثم الوشيحة ، ثم مخايل الوغائر ، ثم مخايل الرمضة ، وكلاهما يصب في حصين ، ثم ذو العشيرة ، ثم الرتاحة ، ثم ذو سمر ، ثم مرخى الحرة اليماني والشامي محتذيان جميعا ، ثم يجتمع ذو سمر ومرخان فيقال لمجتمعهن : المجتمعة ، ثم ذات السليم ، ثم ذو الغصين ، ثم شوظى ، ثم خاخ ، ثم المناصفة ، ثم شعاب الحمري والفراء وعيرين.
وقال الزبير : وأوديته مما يلي القبلة في المغرب أعلاها ذات الرابوقة ثم نفعا.
وعن مشيخة مربية أن صدور العقيق ما يبلغ في النقيع من قدس وما قبل من الحرة وما دبر من النقيع وثنية عمق ، فهو يصب في الفرع ، وما قبل من الحرة مما يدفع في العقيق يقال له بطاويح ، قال : ثم فرش موزد ، ثم راية الأعمى ، ثم راية الغراب ، ثم الخائع ، ثم ذو