وظلم والجنينة ، ثم يلقاها وادي ذي أوان ودوافعه من الشرق ، ويلقاها من الغرب واد يقال له بواط والحزار ، ويلقاها من الشرق وادي الأئمة ، ثم تمضي في وادي إضم حتى يلقاها وادي برمة الذي يقال له ذو البيضة من الشام ، ويلقاها وادي ترعة من القبلة ، ثم يلتقي هو ووادي العيص من القبلة ، ثم يلقاه دوافع واد يقال له حجر ووادي الجزل الذي به السقيا والرحبة في نخيل ذي المروة مغربا ، ثم يلقاه وادي عمودان في أسفل ذي المروة ، ثم يلقاه واد يقال له سفيان حين يفضي إلى البحر عند جبل يقال له أراك ، ثم يدفع في البحر من ثلاثة أودية يقال لها اليعبوب والنتيجة وحقيب ، وذكر ابن شبة نحوه ، وكذا الهجري.
وقال المطري : إن السيول تجتمع بدومة سيل بطحان والعقيق والزغابة النقمى وسيل غراب من جهة الغابة فيصير سيلا واحدا ويأخذ في وادي الضيقة إلى إضم جبل معروف ، ثم إلى كرى من طريق مصر ويصب في البحر ، انتهى.
وفيه أمور : الأول : جعله مجتمع السيول برومة ، وإنما مجتمعها بزغابة كما سبق ، وذلك أسفل من رومة غربي مشهد سيدنا حمزة كما قاله الهجري ، وهو أعلى وادي إضم ، ومأخذ المطري قول ابن إسحاق في غزوة الخندق : أقبلت قريش حتى نزلت بمجتمع السيول من رومة بين الجرف وزغابة ، وهو مخالف لما سبق.
الثاني : جعله لزغابة سيلا ينصب لرومة ، ورومة هي التي تنصب إلى زغابة.
الثالث : جعله النقمى مما يجتمع مع السيول برومة ، مع أنه المعبر عنه فيما سبق بنقمى ، وإنه يجتمع مع السيول بالغابة.
الرابع : جعله لغراب سيلا يجتمع برومة ، ولم أقف له على مستند ، وغراب جبل في تلك الجهة على طريق الشام.
الخامس : جعله إضم اسم جبل ، ومغايرته بينه وبين وادي الضيقة ، خلاف ما تقدم ، واختلف اللغويون في أن إضم اسم لموضع أو جبل هناك ، والظاهر أنه اسم للجبل وواديه.
الفصل السادس
فيما سمي من الأحماء ، ومن حماها ، وشرح حال حمى النبي صلىاللهعليهوسلم
معنى الحمى
والحمى ، لغة : الموضع الذي فيه كلأ يحمي ممن يرعاه ، وشرعا : موضع من الموات يمنع من التعرض له ليتوفر فيه الكلأ فترعاه مواش مخصوصة. وهو بالقصر ، وقد يمد ، ويكتب المقصور بالألف والياء ، قال الأصمعي : الحما حميان : حمى ضريّة ، وحمى الربذة ، وكأنه أراد المشهور من الحمى بنجد ، قال صاحب المعجم : ووجدت أنا حمى فيد ، وحمى النير ، وحمى ذي الشرى ، وحمى النقيع.