حمى ، فنحن فيها بأرفه عيش وأرغد معيشة قلت : وما طعامكم؟ قال : بخ بخ ، عيشنا والله عيش يعلل حاديه ، وطعامنا أطيب طعام وأمرؤه وأهنؤه : الفثّ والهبيد والفطس والصليب والعنكث والعلهز والذآنين والطراثيث والحسلة والضباب ، وربما والله أكلنا القد ، واشتوينا الجلد ، فما نرى أن أحدا أحسن منا حالا ، ولا أخصب جنابا ، ولا أرخى بالا ، فالحمد لله على ما بسط علينا من النعمة ، ورزق من حسن الدّعة ، أو ما سمعت قائلنا يقول :
إذا ما أصبنا كلّ يوم مذيقة |
|
وخمس تميرات صغار كوانز |
فنحن ملوك الناس شرقا ومغربا |
|
ونحن أسود الناس عند الهزاهز |
وكم متمنّ عيشنا لا يناله |
|
ولو ناله أضحى به جدّ فائز |
قلت : فما أقدمك هذه البلدة؟ قال : بغية ليه ، قلت : وما بغيتك؟ قال : بكرات أضللتهن ، قلت : وما بكراتك؟ قال : أبقات عرصات هبصات أرنات أواب ، عيط عوائط ، كوم فواسج ، أعزبتهن قفا الرحبة رحبة الخرجا ، ضجعن مني فحمة العشاء الأولى ، فما شعرت بهن إلى أن ترجل الضحى ، فقفوتهن شهرا ما أحسّ لهن أثرا ، فهل عندك جالية عين أو جابية خبر؟ لقيت المراشد وكفيت المفاسد.
الموم ـ بالضم ـ البرسان. والفث ـ بالفاء ثم المثلاثة ـ حب يعالج ويطحن ويؤكل في الجدب.
والهبيد : حب الحنظل ينقع في الماء ويعالج حتى يحلو. والفطس ـ بالسكون ـ حب الآس. والصليب ـ آخره موحدة ـ الودك. والعنكث ـ بالمثلاثة ـ نبت خشن شائك يعالجه الضب بذنبه حتى يتحات ويلين ثم يأكله. والعلهز : دم ووبر يلبك ليؤكل في الجدب.
والذآنين ـ بالمعجمة ـ جمع ذؤنون ، نبت معروف ، والطراثيث ـ بالطاء المهملة ومثلثتين بينهما مثناة تحتية ـ جمع طرثوث نبت أحمر. والحسلة ـ كقردة ـ جمع حسل ، وهو ولد الضب ، والعرص والهبص والأرن : النشاط ، أواب : جمع آبية ، وهي التي ضربت فلم تلقح ، عيط عوائط : بمعناه وكوم فواسج : سمان. وأعزبتهن : بيت بهن عازبا عن الحي. قفا الرحبة : خلفها الخرجا : موضع به حجارة فيها سواد وبياض. وضجعن : عدلن وملن ؛ وجابية خبر : أي طريق خارقة.
حمى فيد
ومنها : حمى فيد ـ بالفاء ثم المثناة التحتية ـ منزل بنجد في طريق الحاج العراقي ، فيه سوق وبرك ونخيل وعيون ، قيل : سميت بفيد بن حام ؛ لأنه أول من سكنها.
وقال ابن جبير : إنه خرج من المدينة النبوية يوم السبت صحبة الركب العراقي فوصلوا فيدا صبيحة الأحد التاسع من خروجهم ، وقال الأسدي : فيد بطيئ لبني نبهان ، وبه أخلاط