بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الباب الخامس
في مصلّى النبي ص في الأعياد ، وغير ذلك من المساجد التي صلّى فيها النبي صلىاللهعليهوسلم ، مما علمت عينه أو جهته ، بالمدينة وما حولها ، وما جاء في مقبرتها ومن دفن بها ، والمشاهد المعروفة ، وفضل أحد والشّهداء به. وفيه سبعة فصول :
الفصل الأول
في المصلّى في الأعياد ، وفيه أطراف
الأول : في الأماكن التي صلّى فيها النبي ص العيد.
أول عيد صلاه النبي بالمصلى
قال الواقديّ : أول عيد صلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالمصلّى سنة اثنتين من مقدمه المدينة من مكة ، وحملت له العنزة وهو يومئذ يصلي إليها في الفضاء ، وكانت العنزة للزبير بن العوام ، أعطاه إياها النّجاشي فوهبها للنبي صلىاللهعليهوسلم ؛ فكان يخرج بها بين يديه يوم العيد ، وهي اليوم بالمدينة عند المؤذنين ، يعني يخرجون بها بين يدي الأئمة في زمانهم.
وروى ابن شبة عن جابر بن عبد الله قال : لما رجعنا من بني قينقاع ضحينا أول أضحى في ذي الحجة صبيحة عشر ، فكان أول أضحى رآه المسلمون ، وذبح أهل اليسر من بني سلمة ، فعددت في بني سلمة سبع عشرة أضحية.
مكان مصلى العيد
وروى ابن زبالة وابن شبة عن أبي هريرة قال : أول فطر وأضحى صلى فيه رسول الله صلىاللهعليهوسلم للناس بالمدينة بفناء دار حكيم بن العداء عند أصحاب المحامل.
وروى الثاني عن ابن أبي فروة أن النبي صلىاللهعليهوسلم صلى في ذلك المكان.
وروى الأول عنه ما يقتضيه ؛ فإنه روى عن إبراهيم بن أبي أمية قال : أدركت مسجدّا في زمان عثمان عند حرف زاوية أبي يسار عند أصحاب المحامل ، وليس ثم مسجد غيره ، وذلك المسجد هو الذي صلّى فيه النبي صلىاللهعليهوسلم يوم أضحى ، وضحّى هناك هو وأصحابه حتى احتملت ضحاياهم من عنده.
قال : وأخبرني من رأى الأنصار يحملون ضحاياهم من هناك ، ثم روى عن ابن أبي