جمعة حين قدم المدينة في مسجد بني سالم في مسجد عاتكة» وعن إسماعيل بن أبي فديك عن غير واحد ممن يثق به من أهل البلد أن أول جمعة جمعها النبي صلىاللهعليهوسلم حين أقبل من قباء إلى المدينة في مسجد بني سالم الذي يقال له مسجد عاتكة.
وقال المطري : في شمالي هذا المسجد أطم خراب يقال له «المزدلف» أطم عتبان بن مالك ، والمسجد في بطن الوادي صغير جدّا ، مبني بحجارة قدر نصف القامة ، وهو الذي كان يحول السبيل بينه وبين عتبان بن مالك إذا سال ؛ لأن منازل بني سالم بن عوف كانت غربيّ هذا الوادي على طرف الحرة ، وآثارهم باقية هناك ، فسأل عتبان رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يصلي له في بيته في مكان يتخذه مصلى ، ففعل صلىاللهعليهوسلم.
قلت : قصة عتبان المشار إليها مروية في الصحيح بلفظ أن عتبان أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ، قد أنكرت بصري ، وأنا أصلي لقومي ، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم ، الحديث.
وسيأتي في المساجد التي لا تعلم عينها أن بني سالم لهم مسجد آخر هو مسجدهم الأكبر ؛ فالذي يظهر أنه المراد من حديث عتبان ، وأما هذا فهو مسجدهم الأصغر وقد تهدم بناؤه الذي أشار إليه المطري ، فجرده بعض الأعاجم على هيئته اليوم ، مقدّمه رواق مسقف فيه عقدان بينهما أسطوان ، وخلفه رحبة ، وطوله من القبلة إلى الشام عشرون ذراعا ، وعرضه من الجدار الشرقي إلى الغربي مما يلي محرابه ستة عشر ذراعا ونصف ، وكان سقفه قد خرب فجدده المرحوم الخواجا الرئيس الجواد المفضّل شمس الدين قاوان تغمده الله برحمته.
ومصلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بيت غسان ليس في الأطم المذكور ، بل عند أصله كما سيأتي.
مسجد الفضيخ
ومنها : مسجد الفضيح ـ بفتح الفاء وكسر المعجمة بعدها مثناة تحتية وخاء معجمة ـ قال المطري : ويعرف اليوم بمسجد الشمس وهو شرقي مسجد قباء على شفير الوادي ، على نشز من الأرض ، مرضوم بحجارة سود ، وهو مسجد صغير.
وروى ابن شبة وابن زبالة ويحيى في عدة أحاديث أن النبي صلىاللهعليهوسلم «صلى بمسجد الفضيخ».
وروى الأولان ـ واللفظ لابن شبة ـ عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال : حاصر النبيّ صلىاللهعليهوسلم بني النضير ، فضرب قبته قريبا من مسجد الفضيخ ، وكان يصلّي في موضع مسجد الفضيخ ستّ ليال ، فلما حرمت الخمر خرج الخبر إلى أبي أيوب في نفر من الأنصار ، وهم يشربون فيه فضيخا ، فحلّوا وكاء السّقاء فهراقوه فيه ؛ فبذلك سمي مسجد الفضيخ.