والقصّة كالبناء العمري ، وقد اتخذ بعض الأشراف الوحاحدة رحبته التي في شامي الأسطوان مقبرة.
وقد ذكر المرجاني أيضا مسجدّا بالبقيع ، وذكر من عند نفسه أنه موضع مصلّى النبي صلىاللهعليهوسلم العيد بالبقيع ، ولعله يعني هذا المسجد ، وقد قدمنا في ذكر المصلى ما يرده.
والذي ظهر لي : أن هذا المسجد هو مسجد أبي بن كعب رضياللهعنه ، ويقال له : مسجد بني جديلة ؛ لأنا قدمنا في منازل بني النجار أن بني جديلة ابتنوا اطما يقال له مشعط كان في غربي مسجدهم الذي يقال له مسجد أبي ، وفي موضع الأطم بيت يقال له بيت أبي نبيه ، وسيأتي في ذكر قبور أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم وابنته الزهراء رضي الله تعالى عنهن بالبقيع ما يقتضي أن في أوله مما يلي هذه الجهة زقاقا يعرف بزقاق نبيه ، وخوخة تعرف بخوخة آل نبيه. وفي كلام ابن شبة ما يقتضي مجاورة البقيع لبني جديلة واتصالهم به ؛ فنرجّح عندي أنه مسجد أبيّ رضي الله تعالى عنه ، وسيأتي عن المطري ذكر مسجد أبي فيما علمت جهته ولم تعلم عينه من المساجد.
وروى عمر بن شبة عن يحيى بن سعيد قال : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يختلف إلى مسجد أبي فيصلي فيه غير مرة ولا مرتين ، وقال : لو لا أن يميل الناس ، إليه لأكثرت الصلاة فيه.
وعن أبي بكر بن يحيى بن النضر الأنصاري عن أبيه أن النبي صلىاللهعليهوسلم لم يصلّ في مسجد مما حوته المدينة إلا مسجد أبيّ بن كعب ، ثم ذكر مساجد ستأتي.
وروى ابن زبالة عن يوسف الأعرج وربيعة بن عثمان أن النبي صلىاللهعليهوسلم صلّى في مسجد بني جديلة ، وهو مسجد أبيّ بن كعب.
وفي شامي مشهد عقيل أسفل الكومة مسجد صغير طريقه من بين الترب التي هناك أسفل محرابه موجود ، ولم يتعرض لذكره في المساجد وليس هو على هيئات البناء العمري ، والله أعلم.
مساجد المصلى
ومنها : مساجد المصلّى الثلاثة التي ذكرناها في الفصل الأول فراجعه.
مسجد ذي الحليفة
ومنها : مسجد ذي الحليفة ميقات أهل المدينة ، والمسجد الذي في قبلته ، وسيأتيان في المساجد التي صلى فيها النبي صلىاللهعليهوسلم بين الحرمين مع بيان محلهما من وادي العقيق الكبير.
مسجد مقمل
ومنها مسجد مقمل ، ذكره المجد هنا ، والصواب ذكره في المساجد الخارجة عن المدينة ؛ لأنه كما سيأتي على يومين منها ، والله سبحانه وتعالى أعلم.