وأخرج ترابه بيده ، فلما فرغ دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم فاضطجع فيه ، ثم قال : الله الذي يحي ويميت وهو حي لا يموت ، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ، ووسّع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي ، فإنك أرحم الراحمين ، وكبر عليها أربعا ، فأدخلها اللحد هو والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنهم.
قبر عبد الرحمن بن عوف
روى ابن زبالة عن حميد بن عبد الرحمن قال : أرسلت عائشة إلى عبد الرحمن بن عوف حين نزل به الموت أن هلم إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وإلى أخويك ، فقال : ما كنت مضيّقا عليك بيتك ، إني كنت عاهدت ابن مظعون أينا مات دفن إلى جانب صاحبه ، قالت : فمروا به عليّ ، فمروا به عليها فصلّت عليه.
وروى ابن شبة عن حفص بن عثمان بن عبد الرحمن نحوه.
وعن عبد الواحد بن محمد عن عبد الرحمن بن عوف أنه أوصى إن هلك بالمدينة أن يدفن إلى عثمان بن مظعون ، فلما هلك حفر له عند زاوية دار عقيل الشرقية ، فدفن هناك ، عليه ثوب حبرة من العصب ، أتمارى أن يكون فيه لحمة ذهب أولا.
قبر سعد بن أبي وقّاص
روى ابن شبة عن ابن دهقان قال : دعاني سعد بن أبي وقاص فخرجت معه إلى البقيع ، وخرج بأوتاد ، حتى إذا جاء من موضع زاوية عقيل الشرقية الشامية أمرني فحفرت ، حتى إذا بلغت باطن الأرض ضرب فيها الأوتاد ثم قال : إن هلكت فادللهم على هذا الموضع يدفنوني به ، فلما هلك قلت ذلك لولده ، فخرجنا حتى دللتهم على ذلك الموضع ، فوجدوا الأوتاد ، فحفروا له هناك ودفنوه.
قبر عبد الله بن مسعود
روى ابن سعد في طبقاته عن أبي عبيدة بن عبد الله أن ابن مسعود قال : ادفنوني عند قبر عثمان بن مظعون.
وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال : مات عبد الله بن مسعود بالمدينة ، ودفن بالقيع ، سنة اثنتين وثلاثين.
قبر خنيس بن حذاقة السهمي
كان زوج حفصة بنت عمر قبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو من المهاجرين الأولين أصحاب الهجرتين ، نالته جراحة يوم أحد ، فمات بسببها بالمدينة.
قال أبو عبد الله محمد بن يوسف الزرندي المدني في سيرته : توفي في السنة الثالثة من الهجرة ، ودفن عند عثمان بن مظعون ، قال : وكان عثمان بن مظعون توفي قبله في شعبان