من السنة المذكورة ، ونقل ابن الجوزي أن عثمان توفي في السنة الثانية ، اه. وما قدمناه من موت خنيس بعد أحد من جراحة نالته يوم أحد هو ما جزم به ابن عبد البر ، وتبعه عليه الذهبي ، ويشكل عليه ما سبق في الفصل الثاني عشر من الباب الثالث من أن أحدا كانت في شوال سنة ثلاث باتفاق الجمهور ، وقيل : أربع ، وأنه صلىاللهعليهوسلم تزوج بحفصة بنت عمر في شعبان من السنة الثالثة على الأصح ، وقيل : في الثانية ؛ فلا يصح ما جزم به ابن عبد البر ، إلا أن يكون خنيس قد طلقها كما أشار إليه الذهبي ، لكن قد وهم الحفّاظ ابن عبد البر في قوله «إن خنيسا استشهد بأحد بسبب تلك الجراحة» وإنما توفي قبلها بالمدينة ، قال ابن سيد الناس : المعروف أنه مات بالمدينة على رأس خمس وعشرين شهرا ، وذلك بعد رجوعه من بدر ، اه.
قبر أسعد بن زرارة أحد بني غنم بن مالك بن النجار
شهد العقبتين كما تقدم ، وتوفي في الأولى من الهجرة والمسجد يا بنى
قال ابن شبة : قال أبو غسان : وأخبرني بعض أصحابنا قال : لم أزل أسمع أن قبر عثمان بن مظعون وأسعد بن زرارة بالروحاء من البقيع ، والروحاء : المقبرة التي بوسط البقيع يحيط بها طرق مطرقة وسط البقيع.
قلت : فينبغي أن يسلّم على هؤلاء كلهم عند زيارة مشهد سيدنا إبراهيم بالبقيع.
قبر فاطمة بنت الرسول صلىاللهعليهوسلم
بيان قبر فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وبنيها ، ومن عرفت جهة قبره بالبقيع من بني هاشم ، وأمها المؤمنين ، وغيرهم.
روى ابن شبة عن محمد بن علي بن عمر أنه كان يقول : إن قبر فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوسلم زاوية دار عقيل اليمانية الشارعة في البقيع.
وعن منبوذ بن حويطب والفضل بن أبي رافع أن قبرها وجاه زقاق نبيه ، وأنه إلى زاوية دار عقيل أقرب.
وعن عمر بن عليّ بن حسين بن عليّ أن قبرها حذو الزقاق الذي يلي زاوية دار عقيل ، قال غسان بن معاوية بن أبي مزرّد : إنه ذرع من حيث أشار له عمر بن علي فوجده خمسة عشر ذراعا إلى القناة.
وعن عمر بن عبد الله مولى عفرة أن قبرها حذو زاوية دار عقيل مما يلي دار نبيه.
وعن عبد الله بن أبي رافع أن قبرها مخرج الزقاق الذي بين دار عقيل ودار أبي نبيه.
وذكر إسماعيل راوية أنه ذرع الموضع الذي ذكر له أبوه فوجد بين القبر وبين القناة التي في دار عقيل ثلاثة وعشرين ذراعا ، وبين القناة الأخرى سبعة وثلاثين ذراعا.