بلال : ولم يؤذن بعد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فيما روي إلا مرة واحدة في قدومه المدينة لزيارة قبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وقد طلب إليه الصحابة ذلك ، فأذن ولم يتم الأذان ، وقيل : إنه أذن لأبي بكر رضي الله تعالى عنه في خلافته ، قال السبكي : ليس اعتمادنا يعني في الأخذ بذلك في السفر للزيارة على رؤيا المنام فقط ، بل على فعل بلال ، سيما في خلافة عمر رضي الله تعالى عنه ، والصحابة متوافرون ولا تخفى عنهم هذه القصة ، ورؤيا بلال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم مؤكدة لذلك.
وقد استفاض عن عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه أنه كان يبرد البريد من الشام يقول : سلم لي على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، وذلك في زمن صدر التابعين.
وممن ذكره عنه الإمام أبو بكر بن عمرو بن عاصم النبيل ، ووفاته في المائة الثالثة ، قال في مناسكه له «ألتزم له الثبوت» وكان عمر بن عبد العزيز يبعث بالرسول قاصدا من الشام إلى المدينة ليقرئ النبي صلى الله تعالى عليه وسلم السلام ثم يرجع ، انتهى.
وفي فتوح الشام أن عمر رضي الله تعالى عنه لما صالح أهل بيت المقدس وقدم عليه كعب الأحبار وأسلم وفرح بإسلامه قال له : هل لك أن تسير معي إلى المدينة وتزور قبر النبي صلىاللهعليهوسلم وتتمتع بزيارته؟ فقال : نعم يا أمير المؤمنين أنا أفعل ذلك ، ولما قدم عمر المدينة كان أول ما بدأ بالمسجد وسلم على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم.
وروى عبد الرزاق بإسناد صحيح أن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما كان إذا قدم من سفر أتى قبر النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا أبتاه.
وفي الموطأ رواية يحيى بن يحيى أن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما كان يقف على قبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فيصلي على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وعلى أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ، وعند ابن القاسم والقعنبي : ويدعو لأبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما.
وعن ابن عون قال : سأل رجل نافعا : هل كان ابن عمر رضي الله تعالى عنهما يسلم على القبر؟ قال : نعم ، لقد رأيته مائة مرة أو أكثر من مائة ، كان يأتي القبر فيقوم عنده فيقول : السلام على النبي ، السلام على أبي بكر ، السلام على أبي.
وفي مسند أبي حنيفة عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : من السنة أن تأتي قبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم من قبل القبلة ، وتجعل ظهرك إلى القبلة ، وتستقبل القبر