بإسلام عمه ..
إلا إذا كان عمر يرى : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» إنما يرغب بإسلام عمه .. لأنه عمه ، ولا يرغب بإسلام أبي سفيان تعصبا منه ضد بني عبد شمس ، ولأنه عدوه المحارب له. فالعصبية العشائرية هي الحاكمة على مواقفه وتصرفاته «صلىاللهعليهوآله» ، وهذا المنطق سيء وخطير ، لأنه ينتهي إلى الطعن بنبوة النبي «صلىاللهعليهوآله» في عصمته وحكمته ، ومزاياه. وهو مرفوض جملة وتفصيلا ..
اتهام العباس لعمر بن الخطاب :
إن العباس قد سجل اتهاما صريحا لعمر في نواياه ، وفي نوازعه العشائرية ، وتعصباته القبائلية حين قال له :
«مهلا يا عمر! فو الله ، لو كان من رجال بني عدي ما قلت هذا. ولكنك قد عرفت أنه من رجال بني عبد مناف».
ولم يستطع عمر أن يدفع عن نفسه هذه التهمة إلا بادعاء آخر ، من شأنه أن يزيد من وطأة اتهامه في نواياه ، وهو أنه كان يحب إسلام العباس ، لأن ذلك يسر النبي «صلىاللهعليهوآله» ..
مع العلم : بأن إسلام أبي سفيان أيضا كان يسر النبي «صلىاللهعليهوآله» ، لأن هداية نسمة خير مما طلعت عليه الشمس ، ولأن ذلك قد يوجب تنفيس الإحتقان في المنطقة بأسرها. ولعل إسلام غيره ليس بهذه المثابة ..
فلماذا يريد عمر قتل هذا ، ولا يهتم بإسلامه ، دون ذاك؟!.
ونريد أن لا تفوتنا الإشارة إلى أن هذا الإتهام نفسه قد يوجه إلى عمر