وتأخرت (١) عن وفاة المولى فكسبه بعد وفاة مولاه ككسبه قبلها (٢) لبقائه على الرقية ، ولو ادعى بعد الموت (٣) تأخر الكسب وأنكره (٤) الوارث حلف المدبّر (٥) ، لأصالة عدم التقدم (٦).
(النظر الثاني ـ في الكتابة (٧) واشتقاقها من الكتب (٨) ، وهو الجمع (٩) ، لانضمام بعض النجوم إلى بعض (١٠). ومنه (١١) كتبت الحروف. وهو (١٢) مبني
______________________________________________________
(١) أي وفاة الغير المعلّق عليها عتق العبد.
(٢) قبل وفاة المولى فيكون الكسب للورثة ، لأنه رق لهم فكسبه لهم أيضا.
(٣) أي ادعى العبد تأخر الكسب بعد وفاة المولى.
(٤) أي أنكر تأخر الكسب.
(٥) أي العبد ، لأنه صاحب يد على المال ، فهو المنكر واقعا وتكون الدعوى مال تحت يد العبد بعد تحرره فهو له بحسب الظاهر ، وادعى عليه الوارث أنه اكتسبه قبل تحرره فهو له ، وأنكر ذلك العبد المحرّر فالقول قول المنكر مع يمينه.
(٦) أي أصالة عدم تقدم الكسب على الوفاة هذا تعليل عليل ، لأنه معارض بأصالة عدم تقدم الموت على الكسب.
(٧) قال الشارح في المسالك : (المكاتبة والكتابة مصدران مزيدان مشتقان من المجرد وهو الكتب ، وأصله الضم والجمع ، يقول : كتبت البغلة إذا ضممت بين شفريها بحلقة ، وكتبت القربة إذا أوكيت رأسها.
ومنه الكتابة لما فيها من ضمّ بعض الحروف إلى بعض ، والكتيبة لانضمام بعضهم إلى بعض ، فسمّى هذا العقد كتابة لانضمام النجم فيها إلى النجم ، أو لأنها توثق بالكتابة من حيث إنها منجّمة مؤجلة ، وما يدخله الأجل يستوثق بالكتابة ، ولذلك قال الله تعالى : (إِذٰا تَدٰايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ) انتهى.
(٨) كمصدر مجرد.
(٩) أي الكتب بمعنى الضم والجمع.
(١٠) النجم هو الزمن الذي يحلّ فيه أجل الدين ، لأن العرب كانوا يوقتون بطلوع النجم ، لأنهم لا يعرفون الحساب ، فكانوا يسمون الوقت الذي يحلّ فيه الأداء نجما ، ثم توسعوا حتى سمّوا الوظيفة نجما.
(١١) أي ومن الكتب بمعنى الضم والجمع.
(١٢) أي اشتقاق الكتابة من الكتب بمعنى الضم.