(والوقف) بالسكون ، وما في معناه (١) (فواحد) (٢) ، لاشتراكه بين الواحد فما زاد وضعا فيحمل (٣) على الأقل (٤) ، لأنه (٥) المتيقن إذا لم يفسره بأزيد ، فإنّ «كذا» كناية عن «الشيء» (٦).
فمع الرفع يكون الدرهم بدلا منه (٧) ، والتقدير : «شيء درهم».
ومع النصب يكون تمييزا له ، وأجاز بعض أهل العربية نصبه على القطع ، كأنه قطع ما ابتدأ به وأقر بدرهم.
ومع الجر تقدّر الإضافة بيانية (٨) ،
______________________________________________________
على الجزء كما هو قول العلامة في التذكرة ، فيكون الجزء متيقنا وتجري أصالة البراءة عن الزائد الآتي من احتمال الرفع.
(١) ما في معنى السكون الوقف بالإشمام والروم وإبدال التاء هاء ، وإلحاق هاء السكت غير أنه لا يتصور هاء السكت هنا ، لأنها تدخل على الفعل الناقص كقوله : قه ، أو تدخل على ما الاستفهامية بعد حذف ألفها مثل قوله مه ولا يتصور الإقرار بمثل هذه الأمور.
ولا يتصور إبدال التاء هاء لأن الدرهم الوارد في المثال غير مختوم بالتاء ، فلا يبقى إلا الإشمام والروم ، والإشمام هو الوقف بحرف مضموم ، والإشعار بحركته بضم الشفتين من دون أن يتلفظ بالضم ، والروم هو الإتيان بحركة الحرف الموقوف عليه ضعيفة لا تبين ، وفي كل منهما يعلم حركة الحرف الموقوف عليه ، فلا فائدة معتد بهما حينئذ ـ ولا داعي لإلحاقهما بالسكون ، فلو تركهما كما فعل غيره من الفقهاء لكان أصح.
(٢) أي فدرهم واحد على جميع التقادير.
(٣) أي لفظ الدرهم.
(٤) وهو الواحد.
(٥) أي الأقل.
(٦) كما هو المشهور.
(٧) أي من الشيء.
(٨) مراده من الإضافة البيانية ما يكون المضاف إليه مبيّنا للمضاف ، وليس مراده منها ما هو المصطلح فيها ، وهو الإضافة بمعنى من ، أي بتقدير (من) ، ويشترط فيها أن يكون بين المضاف والمضاف إليه عموم من وجه كما في نحو خاتم فضة ، وهذا المعنى المصطلح لها غير موجود هنا ، لأن الشيء الذي كنى عنه بلفظ (كذا) أعم مطلقا من الدرهم ، ولا يمكن تقدير لفظ (من) فلا يقال : شيء من درهم.