فعلى ما اختاره (١) يشتركان (٢) في احتمال الدرهم (٣) ، فيحمل عليه (٤) ، وعلى ما حققناه (٥) يلزمه جزء درهم خاصة ، لأنه (٦) باحتماله الرفع والجر حصل الشك فيما زاد على الجزء ، فيحمل (٧) على المتيقن ، وهو (٨) ما دلت عليه الإضافة (٩).
(وكذا كذا درهما (١٠) ،)
______________________________________________________
(١) أي ما اختاره المصنف من حمل الدرهم على الواحد في الحركات الثلاث.
(٢) أي يشترك الرفع والجر.
(٣) أي الواحد.
(٤) أي فيحمل لفظ الدرهم على الدرهم الواحد.
(٥) من احتمال إرادة جزء الدرهم على تقدير الجر.
(٦) أي لأن الوقف.
(٧) أي لفظ الدرهم على تقدير الوقف.
(٨) أي المتيقن.
(٩) والإضافة قد دلت على جزء الدرهم ، والزائد عن الجزء إلى تمام الدرهم الصحيح مشكوك تجري فيه أصالة البراءة.
(١٠) إذا كرّر لفظ (كذا) بدون عطف كأن يقول : له عليّ كذا كذا ، فقد عرفت أن لفظ (كذا) كناية عن الشيء ، فكأنه قال : له عليّ شيء شيء ، وهو ما يفيد تأكيد المبهم ، ويصح تفسيره بما يفسر به لفظ الشيء ، هذا كله إذا لم يتبعه بالدرهم ، وأن أتبعه بالدرهم فإن جاء به مرفوعا كأن يقوله : له عليّ كذا كذا درهم ، فهو إقرار بدرهم واحد ، لأن الدرهم بدل من المؤكد ، والواحد هو المتيقن وتجري أصالة البراءة في الزائد.
وإن جاء به منصوبا كأن يقول : له عليّ كذا كذا درهما ، فهو إقرار بدرهم واحد أيضا ، لأن الدرهم قد نصب على التمييز أو القطع ، ويبقى لفظ (كذا) الأول مؤكّد والثاني تأكيد ، وهو كناية عن الشيء الذي يصح تفسيره بالواحد لأنه المتيقن مع جريان أصالة البراءة من الزائد.
وإن جاء به مجرورا كأن يقول : له عليّ كذا كذا درهم ، فهو إقرار بدرهم واحد أيضا ، ولفظ (كذا) الأول مؤكد ، والثاني تأكيد وقد أضيف إلى الدرهم إضافة بيانية ، والأول المؤكد كناية عن الشيء الذي يحمل على الواحد لأنه الأقل بعد جريان أصالة البراءة من الزائد. ويحتمل على الجر أن يكون لفظ (كذا) الأول قد أضيف إلى لفظ (كذا) الثاني ، والثاني مضاف إلى الدرهم ويكون المعنى : جزء جزء من درهم ، وجزء الجزء جزء فيلزمه جزء من الدرهم.