ذكر الخبر عن وفاة أبى بكر الصديق رضياللهعنه ، وما كان
من عهده إلى عمر بن الخطاب ، جزاهما الله عن دينه الحق أفضل الجزاء(١)
قد تقدم فى بدء الردة ، وذكر خلافة أبى بكر رضياللهعنه ، من هذا الكتاب ما دل على ولاية عمر بعده ، من حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم كالذى يروى عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : رأى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ونيط عمر بأبى بكر ، ونيط عثمان بعمر ، قال جابر فلما قمنا من عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم قلنا : أما الرجل الصالح فرسول الله صلىاللهعليهوسلم وأما ما ذكر من نوط بعضهم ببعض ، فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه.
وعن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بينما أنا نائم رأيتنى على قليب عليها دلو ، فنزعت منها ما شاء الله ، ثم أخذها ابن أبى قحافة ، فنزع منها ذنوبا ، أو ذنوبين ، وفى نزعه والله يغفر له ضعف ، ثم استحالت غربا ، فأخذها ابن الخطاب ، فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر بن الخطاب ، حتى ضرب الناس بعطن» (٢).
واختلف أهل العلم فى السبب الذي توفى منه أبو بكر ، فذكر الواقدى أنه اغتسل فى يوم بارد فحم ومرض خمسة عشر يوما. وقال الزبير بن بكار : كان به طرف من السل. وقال غيره : أن أصل ابتداء ذلك السل به الوجد على رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما قبضه الله إليه ، فما زال ذلك به حتى قضى منه.
وروى عن سلام بن أبى مطيع أنه رضياللهعنه ، سم. وبعض من ذكر ذلك يقول : أن اليهود سمته فى أرزة ، وقيل فى حريرة ، فمات بعد سنة. وقيل له : لو أرسلت إلى الطبيب ، فقال : قد رآنى ، قالوا : فما قال لك؟ قال : قال : إنى أفعل ما أريد (٣).
__________________
(١) راجع الخبر فى : المنتظم لابن الجوزى (٤ / ١٢٩) ، تاريخ الطبرى (٣ / ٤١٩) ، طبقات ابن سعد (٣ / ١ / ١٤٠).
(٢) انظر الحديث فى : صحيح البخاري (٥ / ٧ ، ٩ / ٤٥ ، ٤٩ ، ١٧١) ، صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة (١٧) ، السنن الكبرى للبيهقى (٨ / ١٥٣) ، فتح البارى لابن حجر (٧ / ١٩ ، ١٢ / ٤١٤) ، مشكاة المصابيح للتبريزى (٦٠٣١) ، شرح السنة للبغوى (١٤ / ٨٩) ، البداية والنهاية لابن كثير (٦ / ٢٢٦) ، كنز العمال للمتقى الهندى (٣٢٧٣) ، دلائل النبوة للبيهقى (٦ / ٣٤٤) ، السنة لابن أبى عاصم (١٤ / ٨٩).
(٣) راجع ما ذكره ابن الجوزى فى المنتظم (٤ / ١٢٩).