يأبى الله ذلك والمسلمون ، يأبى الله ذلك والمسلمون» ، فبعث إلى أبى بكر ، فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة ، فصلى أبو بكر بالناس يريد ما بعد من الصلوات ، فقال لى عمر: ويحك ، ما ذا صنعت فى يا ابن زمعة والله ما ظننت حين أمرتنى إلا أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمرك بذلك ، ولو لا ذلك ما صليت بالناس. قلت : والله ما أمرنى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بذلك ، ولكنى حين لم أر أبا بكر رأيتك أحق من حضر بالصلاة للناس (١).
وعن أنس بن مالك قال : آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم كشف الستارة يوم الاثنين والناس صفوف فى الصلاة ، فنظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف ، ثم تبسم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ضاحكا ، فبهتنا ونحن فى الصلاة من فرح بخروج النبيّ صلىاللهعليهوسلم ونكص أبو بكر على عقبه ليصل الصف ، وظن أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم خارج للصلاة ، فأشار إليهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيده أن أتموا صلاتكم ، ثم دخل فأرخى الستر ، فتوفى من يومه ذلك.
وفى رواية عن أنس أن خروج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى الناس كان وهم يصلون الصبح ، وأنه لما رفع الستر وقام على باب عائشة ، فكاد المسلمون يفتتنون فى صلاتهم فرحا به حين رأوه ، قال : وتبسم رسول الله صلىاللهعليهوسلم سرورا لما رأى من هيئتهم فى صلاتهم ، وما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحسن هيئة منه تلك الساعة.
قال : ثم رجع ، وانصرف الناس وهم يرون أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أفرق من وجعه.
وعن سعيد بن جبير قال : قال ابن عباس : يوم الخميس وما يوم الخميس ، ثم بكى ، حتى بل دمعه الحصا ، قلت : يا ابن عباس ، وما يوم الخميس؟ قال : اشتد برسول الله صلىاللهعليهوسلم وجعه ، فقال : «ائتونى أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدى» ، فتنازعوا وما ينبغى عند نبى تنازع وقالوا : ما شأنه ، أهجر ، استفهموه ، قال : «دعونى ، فالذى أنا فيه خير ، أوصيكم بثلاث ، أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم». قال : وسكت عن الثالثة أو قالها فأنسيتها.
وفى حديث عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم لما حضر وفى البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ، قال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «هلم اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده»(٢)،
__________________
(١) انظر الحديث فى : مستدرك الحاكم (٣ / ٦٤١) ، سنن أبى داود (٤ / ٤٦٦٠).
(٢) انظر الحديث فى : صحيح البخاري (٧ / ١٥٦ ، ٩ / ١٣٧) ، صحيح مسلم فى كتاب الوصية (٢٢) ، مسند الإمام أحمد (١ / ٣٢٤) ، طبقات ابن سعد (٢ / ٢ / ٣٧) ، فتح البارى لابن حجر (١٣ / ٣٣٦).