جبريل ، ثم ميكائيل ، ثم إسرافيل ، ثم ملك الموت مع جنوده بأجمعهم مع الملائكة عليهمالسلام ، ثم ادخلوا على أفواجا فصلوا على وسلموا تسليما ، ولا يؤمكم أحد ولا تؤذونى بتزكية ولا نصيحة ولا برنة ، واقرءوا أنفسكم منى السلام ، ومن كان غائبا من أصحابى فأبلغوه عنى السلام ، وأشهدكم أنى قد سلمت على من دخل فى الإسلام وعلى من تابعنى على دينى من اليوم إلى يوم القيامة». قلنا : فمن يدخلك قبرك يا رسول الله؟ قال : «رجال أهل بيتى الأدنى فالأدنى مع ملائكة كثير يرونكم من حيث لا ترونهم» (١).
وعن الفضل بن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال له وهو موعوك قد عصب رأسه : «خذ بيدى» (٢). قال : فأخذت بيده حتى جلس على المنبر ، ثم قال : «ناد فى الناس». فصحت فى الناس ، فاجتمعوا إليه ، فقال : «أما بعد ، أيها الناس ، فإنى أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، وإنه قد دنا منى خفوف من بين أظهركم ، فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهرى فليستقد منه ، ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضى فليستقد منه ، ومن كنت أخذت له مالا فهذا مالى فليأخذ منه ، ولا يقل رجل : إنى أخشى الشحناء من قبل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ألا وأن الشحناء ليست من طبيعتى ، ولا من شأنى ، ألا وإن أحبكم إلى من أخذ منى حقا إن كان له أو حللنى ، فلقيت الله عزوجل وأنا طيب النفس ، وقد أرى أن هذا غير مغن عنى حتى أقوم فيكم مرارا». قال الفضل : ثم نزل فصلى الظهر ، ثم رجع فجلس على المنبر فعاد لمقالته الأولى فى الشحناء وغيرها ، فقام رجل فقال : يا رسول الله ، إن لى عندك ثلاثة دراهم ، فقال : «أما إنا لا نكذب قائلا ، ولا نستحلفه على يمين ، فيم كانت لك عندى؟» (٣) فقال : يا رسول الله ، أتذكر يوم مر بك المسكين فأمرتنى فأعطيته ثلاثة دراهم؟ فقال : «أعطه يا فضل» (٤) ، ثم قال : «أيها الناس ، من كان عنده شيء فليرده ولا يقل رجل : فضوح الدنيا ، ألا وإن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة» (٥). فقام رجل فقال : يا رسول الله ، عندى ثلاثة دراهم غللتها فى سبيل الله ، قال : «ولم غللتها؟» قال : كنت إليها محتاجا ، قال : «خذها منه يا فضل» ، ثم قال : «من
__________________
(١) انظر الحديث فى : إتحاف السادة المتقين للزبيدى (١٠ / ٣٨٦) ، المطالب العالية لابن حجر (٤٣٩٢ ، ٤٣٩٣) ، حلية الأولياء لأبى نعيم (٤ / ١٩٨).
(٢) انظر الحديث فى : السنن الكبرى للبيهقى (٦ / ٧٤) ، مجمع الزوائد للهيثمى (٩ / ٢٥) ، دلائل النبوة للبيهقى (٧ / ١٧٩) ، البداية والنهاية لابن كثير (٥ / ٢٣١).
(٣) انظر الحديث فى : ميزان الاعتدال (٦٨٥٥) ، المعجم الكبير للطبرانى (١٨ / ٢٨١).
(٤) انظر الحديث فى : السنن الكبرى للبيهقى (٦ / ٧٥) ، البداية والنهاية لابن كثير (٥ / ٢٣١).
(٥) انظر الحديث فى : جمع الجوامع للسيوطى (٩٥٧٠) ، كنز العمال للمتقى الهندى (١١٠٥١).