أنى سمام البطل المشايح |
|
وفارج الأمر المهم الفادح |
فخرج إليه هرمز ، وكان من ملوك الباب ، وكان متوجا ، فأسره غالب أسرا ، فجاء به فأدخل إلى سعد ، وانصرف غالب للمطاردة.
وذكر المدائنى أن رستم أمر هرمز فتقدم فى كتيبة ، فشد عليه غالب وزهرة بن جوية ، فسبق إليه غالب فى خيل فقتله.
قالوا : وخرج عاصم بن عمرو وهو يقول :
قد علمت صفراء بيضاء اللبب |
|
مثل اللجين يتغشاه الذهب |
أنى أمر إمرار السبب |
|
مثلى على مثلك يعديه الكثب |
فطارد رجلا من أهل فارس ، فهرب منه واتبعه ، حتى إذا خالط صفهم والتقى بفارس معه بغل ، فترك الفارس البغل ، واعتصم بأصحابه فحموه ، واستاق عاصم البغل والرحل ، حتى آوى إلى الصف ، وإذا الفارس خباز الملك ، وإذا الذي كان معه لطف الملك : الأخبصة والعسل المعقد ، فنفل ذلك سعد أهل موقف عاصم ، وبعث إليهم ليأكلوه وهم فى موقفهم.
وجال عمرو بن معدى كرب بين الصفين يحرض الناس ، ويقول : إن الرجل من هذه الأعاجم إذا ألقى من فرسه فإنما هو تيس.
قال قيس بن أبى حازم : فبينا هو كذلك يحرضنا إذ خرج إليه رجل من الأعاجم ، فوقف بين الصفين فرماه بنشابة فما أخطأت سية قوسه وهو متنكبها ، فالتفت إليه ثم حمل عليه ، فاعتنقه ، ثم أخذ بمنطقته فاحتمله فوضعه بين يديه ، فجاء به حتى إذا دنا منا كسر عنقه ، ثم وضع سيفه على حلقه فذبحه ، ثم ألقاه. وقال : هكذا فافعلوا بهم. فقلنا : من يستطيع يا أبا ثور أن يصنع كما تصنع؟.
وقال بعضهم : وأخذ سواريه ومنطقته ويلمق ديباج كانت عليه. ثم كتبت الكتائب من هؤلاء وهؤلاء.
وذكر المدائنى أن رستم ظاهر يومئذ بين درعين ، وقرب له فرس فنزا عليه ، ولم يمسه بيده ، وقال : اليوم ندق العرب دقا. فقال له رجل : قل إن شاء الله. قال : إن شاء وإن لم يشأ ، وقدم كتيبة عليها الدروع والمغافر والأداة الكاملة ، فدفعوا إلى جعفى ، وهم حديثو عهد بالشرك ، فنازلوهم فلم تحك سيوفهم فى جنبهم ، فظنوا أن الحديد لا يحك فيهم ،