مع المصطفى أرجو بذاك جواره |
|
وفى نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد |
وقال حسان بن ثابت (١) يبكى رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
ما بال عينك لا تنام كأنما |
|
كحلت مآقيها بكحل الأرمد |
جزعا على المهدى أصبح ثاويا |
|
يا خير من وطئ الحصى لا تبعد |
وجهى يقيك الترب لهفا ليتنى |
|
غيبت قبلك فى بقيع الغرقد |
بأبى وأمى من شهدت وفاته |
|
فى يوم الاثنين النبيّ المهتدى |
فظللت بعد وفاته متبلدا |
|
متلدا يا ليتنى لم أولد |
أأقيم بعدك فى المدينة بينهم |
|
يا ليتنى صبحت سم الأسود |
أو حل أمر الله فينا عاجلا |
|
فى روحة من يومنا أو من غد |
فتقوم ساعتنا فنلقى طيبا |
|
محضا ضرائبه كريم المحتد |
يا بكر آمنة المبارك ذكرها |
|
ولدته محصنة الأسعد |
نورا أضاء على البرية كلها |
|
من يهد للنور المبارك يهتدى |
يا رب فاجمعنا معا ونبينا |
|
فى جنة تبنى عيون الحسد |
فى جنة الفردوس فاكتبها لنا |
|
يا ذا الجلال وذا العلا والسؤدد |
والله أسمع ما بقيت بهالك |
|
إلا بكيت على النبيّ محمد |
يا ويح أنصار النبيّ ورهطه |
|
بعد المغيب فى سواء الملحد |
ضاقت بالانصار البلاد فأصبحوا |
|
سودا وجوههم كلون الأثمد |
ولقد ولدناه وفينا قبره |
|
وفضول نعمته بنا لم تجحد |
والله أكرمنا به وهدى به |
|
أنصاره فى كل ساعة مشهد |
صلى الإله ومن يحف بعرشه |
|
والطيبون على المبارك أحمد |
وقال حسان بن ثابت (٢) أيضا يبكى رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
نب المساكين أن الخير فارقهم |
|
مع النبيّ تولى عنهم سحرا |
من ذا الذي عنده رحلى وراحلتى |
|
ورزق أهلى إذا لم يؤنسوا المطرا |
أم من نعاتب لا نخشى جنادعه |
|
إذا اللسان عتا فى القول أو عثرا |
كان الضياء وكان النور نتبعه |
|
بعد الإله وكان السمع والبصرا |
يا ليتنا يوم واروه بملحده |
|
وغيبوه وألقوا فوقه المدارا |
__________________
(١) انظر : السيرة (٤ / ٢٩٥).
(٢) انظر : السيرة (٤ / ٢٩٦).