كتاب الأطعمة والأشربة (١)
(إنما يحل من حيوان ...
______________________________________________________
(١) الأطعمة والأشربة من المهمات للإنسان باعتبار كونه جسدا لا يمكن استغناؤه عنهما ، ولذا قال تعالى : (وَمٰا جَعَلْنٰاهُمْ جَسَداً لٰا يَأْكُلُونَ الطَّعٰامَ) (١).
وفي تناول المحرم منهما قد أوعد الله تعالى الوعيد الشديد في الكتاب والسنة ، ولذا ورد في النبوي (أي لحم نبت على الحرام فالنار أولى به) (٢) ، فلذا لا بدّ من معرفة المحرم منهما والمحلّل.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فالأصل يقتضي حلية كل شيء أكلا أو شربا إلا ما نهى عنه الشارع ، لقبح العقاب بلا بيان ، ولذا ورد في الخبر (كل شيء مطلق حتى يرد فيه نهي) (٣) ، ولديدن الشارع على بيان المحرمات ، فما لم يوجد فيه نهي فهو حلال ، ولذا لقّن الله تعالى نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم طريق الرد على الكفار حيث حرّموا على أنفسهم أشياء بقوله تعالى : (قُلْ لٰا أَجِدُ فِي مٰا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلىٰ طٰاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلّٰا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ) (٤) فقد أبطل تشريعهم بعدم وجدانه ما حرّموه فيما أوحى الله تعالى به ، وهذا دال على أن الأصل في الأطعمة والأشربة الحلية إلا أن يرد نهي من قبل الشارع ، مضافا إلى قوله تعالى : (يٰا أَيُّهَا النّٰاسُ كُلُوا مِمّٰا فِي الْأَرْضِ حَلٰالاً طَيِّباً)(٥) ،
__________________
(١) سورة الأنبياء ، الآية : ٨.
(٢) مجمع الزوائد ج ١٠ ص ٢٩١.
(٣) الوسائل الباب ـ ١٢ ـ من أبواب صفات القاضي حديث ٦٠ من كتاب القضاء.
(٤) سورة الأنعام ، الآية : ١٤٥.
(٥) سورة البقرة ، الآية : ١٦٨.